أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: وأهل تسالونيكيعينة
اليوم 11: عقيدة الخلاص في تسالونيكي – ٢ تسالونيكي ٢: ١٣-١٤
حاول بولس أن يخفف من حدّة عقيدة المؤمنين في تسالونيكي عن الأيام الأخيرة، عن طريق جلب انتباههم إلى أبعاد الخلاص في المسيح التي تجاهلوها. فبسبب تأثير الأنبياء الكذبة، آمن كثير من المؤمنين بأنه لم يعدْ لأي شيء أهمية بالنسبة لهم ما عدا الخلاص الذي سيحصلون عليه عند المجيء الثاني للمسيح. أشار بولس بأن الخلاص قد سبق وحدث. رسالة ٢ تسالونيكي ٢: ١٣-١٤.
تحدث بولس عن الخلاص في الماضي عن اختيار الله للمؤمنين في تسالونيكي وعن اعتناقهم الدين المسيحي الأولي. من جهة، قال بولس أنَّ الله اختار تسالونيكي قبل أن يأتي المؤمنون إلى الإيمان. هذا الاختيار قد تمّ بالحقيقة قبل أن يخلق الله العالم. سوف تتذكر، كيف تحدث بولس عن اختيار الله لخلاص الناس، في أفسس ١: ٤:
كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ. (أفسس ١: ٤)
وهذه الفكرة مذكورة أيضاً في رسالة بولس ٢ تسالونيكي ٢: ١٣:
أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ. (٢ تسالونيكي ٢: ١٣)
بذكر هذه الأبعاد الماضية للخلاص نبهت أهل تسالونيكي، بأن الخلاص ليس فقط في المستقبل. فقد أكّد لهم بأنهم قد اختبروا بعض جوانب الخلاص سابقاً. رغم الحقيقة بأن أهل تسالونيكي كانوا قلقين بعودة المسيح، فقد اعترف بولس أيضاً بأن عودة المسيح المستقبلية ستحضر الخلاص إلى أكمله.
وبنفس الطريقة، في ٢ تسالونيكي ٢: ١٤ أشار إلى أنَّ الغاية النهائية للفداء الإلهي هي لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح. مثلاً، في ١ تسالونيكي ١: ١٠ يقول بولس:
وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ يَسُوعَ الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي. (١ تسالونيكي ١: ١٠)
لم يكن بولس خائفاً ليعلن بأنه في المستقبل، سوف نتغير بشكل كامل وجذري إلى حالة من الكرامة والمجد لا يمكن تخيلها، بينما نملكُ مع المسيح في السماوات الجديدة والأرض الجديدة. أكد بولس كلاً من المجد والأخلاق المستقبلية، كحياة ذات مسؤولية في الدهر الحاضر.
ثالثاً، تحدث بولس عن الخلاص كواقع مستمر في الدهر الحاضر. في ٢ تسالونيكي ٢: ١٣ كتب أيضاً هذه الكلمات:
أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ. (٢ تسالونيكي ٢: ١٣)
فمن ناحية أولى، أشار بولس بأن الخلاص سياتي إلى أهل تسالونيكي بتقديس الروح. في رسالة أفسس ١: ١٤، أطلق بولس اسم دفعة أولى "عربون" على الروح القدس، أي عربون ميراثنا المستقبلي في الدهر الآتي العظيم. إذاً، لكي يقارن وجهات نظر أهل تسالونيكي، فإنه لفت انتباههم إلى حقيقة أنهم كانوا بالفعل يختبرون مقداراً معيناً من الميراث.
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسائل بولس إلى أهل تسالونيكي، ودراسة البناء والمحتوى للرسالتين الأولى والثانية لأهل تسالونيكي، واعلان مفهومه عن الأخرويات.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org