أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل غلاطيةعينة
اليوم 13: فَهم بولس للناموس – غلاطية ٣: ١-٣
كان دور الروح القدس أحد الأفكار الرئيسية التي كان بولس يفكر بها وهو يكتب هذه الرسالة. ويمكن ملاحظة تشديده على دور الروح القدس في وصفه الأول للتعليم الكاذب في غلاطية. تأملوا إلى ما كتبه في غلاطية ٣: ١-٣:
أَيُّهَا الغلاطيين الأَغْبِيَاءُ مَنْ رَقَاكُمْ... أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هذَا فَقَطْ أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ أَهكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ. (غلاطية ٣: ١-٣)
كان بولس مندهشًا لأن الغلاطيين، الذين بدأوا حياتهم المسيحية بالاعتماد على الروح القدس، قد خدعوا بطريقة ما للاعتماد على جهدهم الإنساني.
أحد الأمكنة التي لفت فيها بولس النظر إلى التباين بين عمل الروح القدس والجهد البشري هو غلاطية ٥: ١٦-٢٦. في غلاطية ٥: ١٩-٢١ يشير بولس إلى أعمال الجسد ومن ضمنها: "زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ". لكن في غلاطية ٥: ٢٢-٢٣ يشير إلى ثمر الروح القدس الذي هو: "مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ".
فقد أراد المعلمون الكذبة أن يؤمن الناس بأنه عن طريق المجهود البشري الجسدي، يمكنهم نيل قوة ليعيشوا حياة التقوى. لكن كما بيّن بولس هنا فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقود إليه المجهود البشري هو الخطية. في يوئيل ٢: ٢٨ نجد أن الله سيسكب روحه بطرق لم يعهدها العهد القديم من قبل.
وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى. (يوئيل ٢: ٢٨)
فالروح القدس كان حاضراً مع المؤمنين حتى قبل مجيء المسيح، وقد قواهم ليبقوا أمناء لله. لكن في ذلك الوقت كانت مواهبه الخاصة وملؤه الأعظم محفوظة، ما عدا بعض الاستثناءات، بعدد محدود من الناس كالأنبياء والكهنة والملوك. لكن يوئيل تنبأ أنه في العالم الآتي سينسكب الروح القدس على كل طبقات وفئات المؤمنين. وكما نتعلم من أعمال الرسل ٢ فإن نبوة يوئيل بدأت تتحقق يوم الخمسين.
علّم المعلمون الكذبة الغلاطيين أن يعتمدوا على مجهودهم البشري في عيشهم حياة التقوى، وهم بذلك أنكروا هبة الروح القدس الفيّاضة وقوته في حقبة العهد الجديد. وفي ردّه ذكّر بولس الغلاطيين أن الذين ينتمون إلى المسيح قد سبق ونالوا الروح القدس في ملء قوته. عندما يعتمد أتباع المسيح على قوة الروح القدس، فهو يتحرك فيهم لينتج ثمر البر.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسالة بولس إلى أهل غلاطية، محتوى الرسالة إلى أهل غلاطية، ووجهات نظر بولس اللاهوتية الرئيسية.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org