قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 4: نظرة عامة (الكنيسة)
يصف قانون إيمان الرسل الكنيسة بعبارتَين مختلفتَين. أولاً، تُسمى الكنيسة بكنيسة جامعة مقدّسة. ثانياً، توصَف الكنيسة بشركة القديسين. عبارة كنيسة جامعة مقدّسة لا تشير إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بل إلى الكنيسة بكل أجزائها في كل العالم.
ومع ذلك، قد يبدو غريباً بالنسبة للعديد من البروتستانت أن يفكروا بالكنيسة بأشكال عديدة. وهكذا، فقد يساعدنا في التفسير، عندما يقول قانون الإيمان "أؤمن... بكنيسة" فهو لا يعني أن نضع إيماننا في الكنيسة. بل يعني أن نقر بإيماننا أن الكنيسة هي مقدّسة، أو مكرسّة، وهي جامعة، بمعنى شاملة.
ونقرّ بإيماننا بوجود شركة القديسين، أي شركة المؤمنين. لقد أصرّت المسيحية التاريخية بهذه المعاني على أهمية الكنيسة. هناك جانبان للكنيسة اعتُبرا أساسيان بالنسبة لبنود قانون إيمان الرسل.
1) الاشتراك:
عندما يقول قانون الإيمان، "أؤمن بكنيسة... مقدسة" فإنه يشدّد على أهمية الاشتراك في الكنيسة. طبعاً، أراد الكثير من الناس في تاريخ الكنيسة المسيحية أن يكون الله أباهم، يسوع ربهم، والروح القدس معزّيهم، لكنهم لا يريدون أن يكونوا جزءاً من الكنيسة المنظورة، أي شعب الله المُجتمِع (عبرانيين 10: 25). حتى في القرن الأول، أراد بعض المؤمنين الذين جاهروا بإيمانهم أن يتجنبوا الكنيسة المُجتمعة كمكان للعبادة، والتعليم، والشركة. لكن الأسفار المقدسة تعلّم أن الكنيسة هامة وضرورية للمسيحيين.
وبالطبع، لم يكن أولئك الذين استخدموا قانون إيمان الرسل في الأصل هكذا. بل على العكس، حيث تم استخدام قانون الإيمان بصورة خاصة، في اجتماعات الكنيسة. وقد تم الإقرار به من قبل أولئك الذين أتوا إلى الكنيسة من أجل المعمودية. فقد أتوا لينضموا إلى أعضائها، وليكونوا جزءاً من اجتماعاتها. هذا هو النموذج الذي يقدّمه لنا قانون الإيمان لنتبعه.
لكن الكتاب المقدس يعلّم المسيحيين أن يكوّنوا جماعة مادّية فعلية. ويصرّ على الأهمية القصوى للجماعة بالنسبة لكل مؤمن. ويجب ألا تقتصر على الشركة الروحية، رغم صحة القول بأن للمسيحيين شركة روحية مع بعضهم البعض، من خلال المسيح وروحه. بدلاً من ذلك، يجب أن تكون جماعتنا بمثابة العائلة أو الأقرباء. يجب أن تتألف من أشخاص يتفاعلون مع بعضهم البعض وجهاً لوجه.
2) الحفظ:
يقر قانون إيمان الرسل ّببساطة بحقيقةِ أن المسيح عيّن الكنيسة جزئياً لتحافظ وتعلن عن الإنجيل والحقائق الأخرى. وقد كتب يهوذا أخو يسوع، عن مهمة الكنيسة في يهوذا 3-4.
إن جزءاً من عمل الكنيسة، بالنسبة ليهوذا، هو أن تكافح من أجل الإيمان، أن تحمي الحقائق والمعتقدات التي اؤتمنت عليها ضد أولئك الذين يروّجون التعاليم والممارسات الخاطئة.
إن وجود العديد من التعاليم الخاطئة في أجزاء مختلفة من الكنيسة اليوم، لابد أن يكون واضحاً بالنسبة لمعظمنا. ويوجد أيضاً العديد من الممارسات الخاطئة. ومع ذلك، لم يتراجع الله عن تفويضه للكنيسة، أو أعلن أن على أي جماعة أخرى أو فرد أن يتولوا مهمة حماية العقيدة الصحيحة. فما تزال مهمة الكنيسة حماية الحقيقة. وما تزال الكنيسة تحاول القيام بعملها. ونقوم بذلك بطريقة أفضل من غيرنا أحياناً. ويكون بعض لاهوتنا، وفيٌاً للأسفار المقدسة، لكن تحتاج أجزاء أخرى منه للتحسين، أو التغيير كلياً. وستكون الحال دائماً هكذا. لكن النقطة التي نريد التشديد عليها هي ما يلي: لا يمكننا أن نستسلم. علينا أن نستمر في محاولة حِفْظ العقيدة في الكنيسة. وإن تخلّينا عن هذه الدعوة، فإننا ننكر بنداً مركزياً في الإيمان المسيحي التاريخي وهو: "أؤمن بالكنيسة".
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/