قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 6: الأهمية (التأسيسية)
سنذكر ثلاثة جوانب لأهمية التصاريح العقائدية في قانون إيمان الرسل. أولاً، سنشرح كيف أن هذه التعاليم تأسيسية بالنسبة لبقية اللاهوت المسيحي. ثانياً، سنتحدث عن الإقرار الشامل لهذه التعاليم في جميع أنحاء الكنيسة. وثالثاً، سنتحدث عن الطبيعة الموحّدة لبنود الإيمان هذه.
التأسيسية:
يعرف معظم الناس أن المباني الكبيرة تحتاج إلى أساسات متينة. والأساس هو القاعدة التي يتم عليها إنشاء بقية البناء. إنه المرساة التي تثبت البناء في مكانه، وتوفّر القوة والثبات للهيكل بأكمله. تحدث بولس في أفسس 2: 19–21 عن الكنيسة كبناءٍ مُؤسَسٍ على الرسل والأنبياء. فبدون أساس متين، حقيقي، لا يمكن أن تُبنى الكنيسة بطريقة تُمجِّد الله.
وبطريقة مشابهة، يجب أن يتأسس اللاهوت المسيحي على عقائد ومبادئ صحيحة، حتى يمجّد الله ويكون مفيداً شعبه. وكما أن يسوع هو حجر الزاوية في الكنيسة، فإن تعاليمه هي حجر الزاوية في اللاهوت. وكما أصبح الرسل والأنبياء أساس الكنيسة بتقديم المسيح للعالم، فإن قانون إيمان الرسل أساسي للاهوت، لأنه يعرّفنا على تعاليم الرسل المدونّة في الأسفار المقدسة.
سنتأمل في الطبيعة التأسيسية لقانون إيمان الرسل في جزأين. أولاً، سننظر كيف أنه يوفر مقياساً يمكن الحكم على العقائد الأخرى على أساسه. وثانياً، سنتحدث عن الطريقة التي يخدم فيها كأساس منطقي تُبنى عليه العقائد الصحيحة الأخرى.
1) مقياس:
يعمل قانون إيمان الرسل كمقياس عقائدي، لأنه يقدّم بعضاً من أعظم وأهم الأفكار في المسيحية. ويتم تعليم هذه الأفكار بوضوح كبير في الأسفار المقدسة، لدرجةِ أنه ينبغي تمييزها وتبنّيها من قِبَل الجميع. وبالنتيجة، يجب أن تتوافق كل عقيدة نتبناها مع هذه التعاليم. ولا يمكننا قبول أي فكرة تتناقض مع هذه التعاليم الأساسية.
إن استخدام قانون الإيمان كمقياس يساعدنا في البقاء أمناء للأسفار المقدسة، عندما يقدّم لنا المعلمون الكذبة المُقنعون لاهوتاً سيئاً. وقد التقى الكثير منا أشخاصاً ماهرين جداً في تقديم حججهم، ومقنعين جداً كأفراد، بحيث أننا نميل لتصديق معظم الأشياء التي يقولونها – حتى إذا كانوا على خطأ أو كذبوا. ولهذا، مفيدٌ أن يكون لدينا لائحة قصيرة من العقائد الأساسية تكون بمثابة مرساة تثبتنا في تعاليم الأسفار المقدسة. ويزودنا قانون إيمان الرسل بمثل هذه المرساة.
طبعاً، نحن لا نريد أن نرفع "قانون إيمان الرسل" إلى مستوى الأسفار المقدسة. فالكتاب المقدس وحدُه معصومٌ بالمطلق. فحتى بنودُ الإيمانِ في "قانون إيمان الرسل"، يجب أن تُرفض في حال تبيّنَ أنها تتعارض مع الأسفارِ المقدّسة. لكن "قانونَ إيمان الرسل" اجتاز امتحان الزمن منذ القرون الباكرة للكنيسة. وتبيّن تَكراراً أنه يعبّر بدقة عن حقائق الكتاب المقدس. لذلك، يجب أن نكون واثقين، عندما نستخدمه كمقياس للحكم على العديد من العقائد التي تواجهنا في عالمنا اليوم.
2) أساس منطقي:
إن العلاقة المنطقية بين الأفكار مشابهة للعلاقة بين نهر ومنبعه أو مصدره. حيث أن الأفكار الأساسية منطقياً هي مثل منبع النهر. فهي مصدر الأفكار الأخرى. في حين أن الأفكار المعتمدة منطقياً هي مثل نهر يتدفق بصورة طبيعية من منبعه. وهكذا، عندما نقول إن فكرة تخدم كأساس منطقي لفكرة أخرى، فإننا نعني بذلك أنه يمكننا إنشاء حجة معقولة، تنتقل من الفكرة الأساسية منطقياً، إلى تكوين أفكار أخرى معتمدة منطقياً.
يمكننا توضيح قيمة العقائد الأساسية منطقياً، بالنظر إلى شجرة. فقد نعتبر الأرض نفسها كالأسفار المقدسة، وشجرة اللاهوت تنمو منها. يمثّل جذع الشجرة وأغصانها الرئيسية العقائد الأساسية. التي تستند وتعتمد على الأسفار المقدسة وحدها. لكن عندما تنقسم الأغصان الرئيسية إلى أغصان أكثر وأصغر، فإنها تنتقل إلى معتقدات تنبع منطقياً من الأغصان الأكبر. وعندما ننظر إلى أوراق الشجرة، فإننا ننظر إلى الأفكار التي تعتمد على الأغصان الأصغر. وعندما نصوِّر الأمر بهذه الطريقة، تتضح لنا قيمة البداية بقانون إيمان الرسل. علينا أن نتعلم العقائد الكبرى أولاً، حتى ندرك شكل الشجرة بشكل صحيح، ونكون متأصلين بثبات في الأسفار المقدسة.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/