أبونا إبراهيمعينة

أبونا إبراهيم

يوم 6 من إجمالي 18

اليوم 6: الروابط: الأنواع

ربط موسى بين وصفه وخبرات الإسرائيليين في ثلاث طرقٍ رئيسية. أولاً، كتب قصصه بحيث أخبرت الإسرائيليين عن الخلفيات التاريخية للأمور التي اختبروها. ثانياً، كتب بحيث زوّدت رواياته الإسرائيليين بالأمثلة والنماذج ليقتدوا بها أو يتجنبوها. وثالثاً، كتب لكي يبيّن أن العديد من خبرات رئيس الآباء أنذرت أو لمّحت إلى خبرات الإسرائيليين.

1) الخلفيات: 

نجد الرابط للخلفيات التاريخية عندما أشار موسى إلى الطرق التي تترسخ فيها جذور خبرات إسرائيل تاريخياً في أحداث حياة إبراهيم. على سبيل المثال، سأل بنو إسرائيل عدة مرات خلال فترة خروجهم من مصر لماذا عليهم أن يقطعوا كل هذه المسافة إلى أرض كنعان. لماذا لم يسمح لهم موسى بالتوقف وعدم دخول تلك الأرض؟ تطرّق موسى إلى هذا الموضوع بالذات في عددٍ من المناسبات وذلك بتقديم تفاصيل محدّدة للخلفية التاريخية لحياة إبراهيم. باختصار، بيّن موسى أن الله أعطى إبراهيم وطناً في كنعان تحديداً، حتى يفهم الإسرائيليون سبب إصراره على أن لديهم وطن في كنعان أيضاً. نقرأ الكلمات التي قالها الله لإبراهيم في تكوين 15: 18: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ (تكوين 15: 18).

أكدت هذه الفقرة الأصل أو الخلفية التاريخية لسبب إصرار موسى على ملكية إسرائيل لأرض كنعان. لقد أعطى الله تلك الأرض لأب إسرائيل العظيم وهو بدوره أعطاها لهم باعتبارهم نسله، ولهذا، فإن الاستقرار في أرض أخرى لن يفي بالغرض.

2) النماذج: 

قدّمَ موسى قصةَ إبراهيم حتى تكون شخصياتها بمثابةِ نماذجٍ لشعبِ إسرائيل، ليقتدوا بها أو يرفضوها. على سبيل المثال، كيف حضّ موسى الإسرائيليين على أن يتشجعوا ويتجرؤوا ضد تهديد الكنعانيين الذين أقاموا في أرض كنعان. نعرف من الأسفار عدد وتثنية، أن الإسرائيليين الذين كانوا يتبعون موسى، رفضوا دخول أرض كنعان لأن الكنعانيين الأقوياء كانوا يقيمون فيها. وكانت قلوبهم مليئة بالخوف لأن الكنعانيين ظهروا وكأنهم عدوٌ لا يُقهَر (تثنية 1: 26–28). وكانت إحدى الطرق التي عالج بها موسى هذا الخوف من الكنعانيين بتقديم مثال عن إبراهيم وهو يواجه الكنعانيين في أيامه (تكوين 12: 6؛ 13: 7). كان أحد أهداف موسى أن يُظهِر لشعب إسرائيل أن ظروف إبراهيم مشابهة جداً لظروفهم. كان الكنعانيون في أرض الموعد في أيام إبراهيم، مثلما كانوا في إسرائيل في أيام موسى. ومع ذلك، صدّق إبراهيم وعود الله وتقدَّم بجرأة إلى الأرض التي يقطنها الكنعانيون. وقد شجّع موسى قراءه بهذه الطريقة على الاقتداء بجرأة إبراهيم وذلك بالثقة بوعود الله وبالدخول إلى الأرض حتى ولو أن الكنعانيين ما يزالون يقطنون فيها. وأصبح إبراهيم بهذه الطريقة مثالاً يقتدون به.

3) الإنذارات: 

عندما رأى كُتَّابُ الكتابِ المقدس أن أحداثُ الماضي تبدو وكأنها تتكرر في حياةِ قُرائِهِم، فإنهم غالباً ما كانوا يجعلون هذا الترابطَ أوضح. وتُعرَف هذه التقنية الأدبية بالإنذار. يظهر مثال عن الإنذار في الحلقة المعروفة التي تصف عهد الله مع إبراهيم في تكوين 15: 1-21. لقد أكدَّ الله لإبراهيم بأن نسله سيمتلك أرض كنعان يوماً ما، وذلك بدعوته لإعداد طقس العهد. وقد قام إبراهيم بذلك بشق بعض الحيوانات في الوسط وبوضع قطع لحمها المذبوح على جانبي الطريق. وبعد أن وقع رئيس الآباء في سُبات، تلقى رؤية عن شيء يشبه إلى حدّ كبير خبرةً مرَّ بها القرَّاء الأصليون في أيامهم (تكوين 15: 17). نتعلم من هذا السياق الواسع لهذه الفقرة، أن تنور الدخان ومصباح النار كانا يمثّلان الله نفسه ماراً بين لحم الحيوانات المذبوح، وهذا تأكيد على أن الله سيهب أرض الموعد لنسل إبراهيم.

كان ظهور الله لإبراهيم بهذه الطريقة إنذاراً لظهوره للإسرائيليين في أيام موسى. وكما حصل إبراهيم على تأكيدٍ بامتلاكه للأرض لأن الله ذهب أمامه على هذا النحو، كان ينبغي أن يكون للإسرائيليين الذين سمعوا هذه القصة تأكيد بامتلاكهم للأرض في أيامهم أيضاً. لقد ظهر الله للإسرائيليين خلال سفرهم بطريقة تشبه تنور الدخان ومصباح النار. كما وظهر الله لهم على شكل دخانٍ ونار في غيمة المجد التي قادتهم نحو أرض الموعد.

يظهر إنذار آخر أكثر شمولاً في حادثة خروج إبراهيم من مصر الموجودة في تكوين 12: 10–20. لقد كُتبت هذه الفقرة لإرشاد شعب إسرائيل في نظرتهم إلى مصر. وقد بنى موسى الحادثة بأكملها، في هذه الحالة، حتى توازي خبرة الإسرائيليين تحت قيادته عن كثب. في تكوين 12: 10–20، بدأ إبراهيم إقامته في مصر بسبب الجوع في أرض كنعان، وقد تأخر في مصر عندما أخذ فرعون سارة وضمّها إلى بيت نساءه، ولكن الله خلص إبراهيم بإرسال ضَرَباتٍ إلى بيت فرعون. فأرسل فرعون إبراهيم عندها بعيداً عن مصر وغادر إبراهيم ومعه ثروة عظيمة.

لقد صُممت هذه القصة عن إبراهيم بوضوح للإنذار بخبرة أجيال أمة إسرائيل فيما بعد. وتماماً مثل إبراهيم، أقام الإسرائيليين في مصر بسبب الجوع في أرض كنعان؛ وتم احتجازهم هناك من قبل فرعون؛ كما وتم خلاصهم بالضربات التي أرسلها الله إلى بيت فرعون، وأمر فرعون بإطلاق سراح الإسرائيليين فغادروا مصر بعد أن سلبوا ثروات المصريين. وقد شكّل موسى سجله ليكون بمثابة إنذار إلى خبرات قرائه. إن هذا النوع من الإنذار نادرٌ في قصص إبراهيم، لكنّ روابط كهذه تظهر هنا وهناك في قصص حياة إبراهيم.

لقد ربط موسى بين "ذلك العالم" من حياة إبراهيم و"عالمهم"، أي عالم قرّائه الأصليين، بإعطائهم الخلفيات التاريخية لخبراتهم، تزويدهم بنماذج للاقتداء بها أو رفضها، وبإظهار كيف أنذرت حياة إبراهيم بالعديد من خبراتهم.

يوم 5يوم 7

عن هذه الخطة

أبونا إبراهيم

ينظر المسيحيون، والمسلمون، واليهود جميعا إلى أبونا إبراهيم كأب  لمعتقداتهم. ولكن تستخلص هذه الديانات استنتاجات مختلفة جدا حول سيرته  الذاتية. تبحث هذه الخطة في قصة حياة إبراهيم في سفر التكوين من  وجهة نظر مسيحية واضحة من أجل الإجابة على أسئلة مثل: ماذا تعني هذه  الأسئلة لأولئك الذين تسلموها أولاً؟ وماذا تعني لنا نحن اليوم؟ نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لتكوين 12–25. كما شرح كيف خدمت حياة إبراهيم كنموذج لإسرائيل في أيام موسى.

More

 نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​