مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

هل يحمدُكَ عالَمُ الأمواتِ(إشعيا38: 9،18-20)

~النص البيبلي~

9وهذا ما كتبَهُ حِزْقيَّا بَعدَما مرِضَ وشُفيَ مِنْ مَرضِهِ: ...18عالَمُ الأمواتِ لا يحمَدُكَ يا ربُّ، والهاويةُ لا تُمجِّدُكَ.والّذينَ يَهبِطونَ إلى الهاويةِ لا يَثقونَ بأمانَتِكَ.19بلِ الحَيُّ وحدَهُ يَحمَدُكَ مِثلَما أحمَدُكَ اليومَ، والأبُ يُخبِرُ البنينَ بأمانتِكَ مدَى الأجيالِ.20يا ربُّ تعالَ خَلِّصْني فنُغنِّيَ ونُسبِّحَ بِحَمدِكَ كلَّ أيّامِ حياتِنا في بَيتِكَ يا ربُّ.

~شرح النص~

تأتي كلمات حزقيا متجانسة مع المفهوم الإسرائيلي القديم لعالم الموتى، حيث كانوا يعتقدون أن لا حياة في عالم الأموات.ففي كلمة“شيئول”، التي تُترجم عادة“الهاوية”، يتماهى القبر بمثوى الأموات.الجميع، سواء كانوا أبرارًا أم أشرارًا يقيمون معًا مثل“الخيالات”في مثواهم.يتلاشى الوجود ويتوقّف الوقت، وينطفئ الأمل، وفوق كل شيء لا يعود من الممكن أن نمجّد الله أو أن نبقى على علاقة معه.

~تأمل في النص~

لكن اليوم الأمر اختلف تمامًا.فإن قرأنا حدث الموت على ضوء ما علّمه المسيح، وعلى ضوء قيامته، نعلم أن الموت بداية وليس نهاية، وأن الموتى يتواجدون في محضره، ولا ينقطعون عن تسبيحه ومشاهدة وجهه؛ إنهم أقرب منا إليه.مع موت يسوع المسيح وقيامته، زُرع بذار الأبدية وأنبت في زوالنا الفاني؛ واليوم نتمكّن من تكرار قول الرسول بولس: “ ومتى لَبِسَ هذا المائِتُ ما لا يَموتُ، ولَبِسَ هذا الفاني ما لا يَفنى، تَمَّ قَولُ الكِتابِ: “الموتُ اَبتَلَعَهُ النَّصرُ”. فأينَ نَصرُكَ يا موتُ؟ وأينَ يا موتُ شوكَتُكَ؟” (1كورنثوس15: 54–55).

قبل مجيء المسيح وتعليمه، لم يكن الناس يعرفون الكثير عن مرحلة ما بعد الموت والقيامة.لكن المسيح أنار لنا الحياة والخلود بالإنجيل(2تيموثاوس1: 10).يقول بعضهم: “ما أتى أحد من العالم الآخر وأخبرنا”، والرد هو أن المسيح أتى وأخبر، وعلمنا بأنه حيث يكون هو سنكون معه.

~الفكرة الرئيسة~

قبل المسيح،الموت نهاية،وعالم الموتى مخيف.بالمسيح،أصبح الموت بداية الحياة والممر الطبيعي،والواثق بالرب لا يخاف الموت.

~صلاة~

إلهي!روحك القدوس يجمع الكون بأسره وصليب ابنك الحبيب يسوع يصل الأرض بالسماء.علّمني، ربّي، أن أكون دائمًا صلة وصل بين البشر وأداة سلام، وذبيحة تسبيح لك على مثال سيّدنا وفادينا يسوع المسيح.

~قرار اليوم~