التَّصَدّي للجبابرةعينة

التَّصَدّي للجبابرة

يوم 3 من إجمالي 3

الاتكال على الحضور الإلهِيِّ

شَهِدَ يَشوع، طَوال أربعين سنة، حُضور اللهِ الأمينِ في حياةِ مُعَلِّمِه مُوْسَى. والآن، ها هُوَ اللهُ يَعِدُ يَشوعَ أيضًا بأنَّه سَيَتَبارَك بهذا الحُضورِ الإلهِيِّ في حياتِه وقيادتِه.

لا يوجدُ أمرٌ أكثرُ أهميَّةً أو يُعَزِّزُ ثِقَتَنا في اللهِ أكثرَ مِن وعدِ اللهِ لنا بأنَّه سيكونُ معَنا. لِذا فإنَّ وَعْدَ اللهِ بحضورِه وقوَّتِه العَامِلَيْنِ يُرافقُ دائمًا كُلَّ شخصٍ يَتَلَقَّى دعوةً مِنَ الله. إنَّ وَعْدَ اللهِ بأنَّه سيُرافقُنا طَوال الرِّحلة وعدٌ دائم. فهو لا يقولُ لنا البتَّةَ: "اذهبوا، وسأنتظرُكم هُنا." بَل يقول: "لِنَذْهَب..." فقد قال اللهُ لِمُوْسَى: "إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ... فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ" (الخُروج 3: 12؛ 4: 12) .

وقال لإرْمِيَا: "لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ... لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأُنْقِذَكَ" (إرْمِيَا 1: 8، 19).

وفي العهدِ الجديد، يَقْطَعُ اللهُ لنا الوعدَ نفسَه الَّذي قَطَعَهُ لقِدِّيسيه في العهد القديم: "لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ؛ حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فلا أخاف ماذا يصنع بي إنسان" (العبرانيين 5:13-6).

لقَد شَهِدَ يَشوعُ في نهايةِ حياتِه على فاعليَّةِ هذه المبادئ في ازدهارِ أُمَّتِه ونجاحِها: "وَهَا أَنَا الْيَوْمَ ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ الأَرْضِ كُلِّهَا. وَتَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَة" (يَشوع 23: 14). وأنا أَعْلَمُ أنَّ هذه المبادئَ فَعَّالةٌ لأنَّني اتَّخَذْتُها مَبادئَ رَئيسيّةً لسُلوكي مع الله. وفي مَرَّاتٍ كثيرةٍ، عندما واجَهْتُ تَحَدِّياتٍ في الخدمة، كانت هذه الكلماتُ القويَّةُ هي الَّتي أَمَدَّتْني بجُرعةٍ مِنَ الشَّجاعةِ الَّتي كُنْتُ بحاجةٍ إليها للاستمرارِ وتحقيقِ النَّجاحِ الَّذي وَعَدني به الله. لن يَطْلُبَ اللهُ مِنِّي أن أفعل أيَّ أمرٍ مِن دون أن يُعطيَني القُدرةَ على القيامِ به! لِذا، ما المُبَرِّرُ لخوفي إنْ كان اللهُ يَضْمَنُ نجاحي؟ فما فَعَلَهُ لأجلِ مُوْسَى وجِدْعُونَ وإرْمِيَا ويَشوعَ وآخرِينَ سيَفعلُه لأجلي. وقد فَعَلَ ذلك. فَطَوالَ اثنتَيْ عَشْرَةَ سنةً، مَكَّنَني اللهُ بِطُوْلِ أناةٍ مِنَ القيامِ بخدمتي الرَّعويَّة، ومِنْ مُساعدةِ الكنيسةِ على النُّمُوّ. وعندما غادَرْنا مدينتنا، بَرْهَنَ اللهُ لي وَلِزوجتي أنَّ الطَّريقةَ الوحيدةَ للاتِّكالِ عليه تَتَطَلَّبُ مِنَّا أن نَخرُجَ مِنْ نِطاق راحَتِنا إلى "نِطاق الخوف" وأنْ نَقْبَلَ دَعْوَتَهُ.

صلاة

يا سيِّدي، ما أجمل حضورك! أنت وعدت بأنَّك ستكون معي في كلِّ حين وإلى انقضاء الدهر. أنتَ لا تتغيَّر ولا تتبدَّل ووعودك صادقة. شكرًا لأنَّني بالتأمُّل بكلامك وحفظه وبحضورك معي، يمكنني أن أغلب كلّ التحدّيات التي تواجهني وأن أتصدَّى لكلّ الجبابرة. اجعلني أحيا معك بالإيمان وأنتصر بثقتي بيسوع، له كلّ المجد، آمين.

حقوق الطبع ©️ محفوظة لدار منهل الحياة. لمزيد من الموارد، أو لشراء كتاب " لنا رجاء" للكاتب ديفيد جيريمايا الذي اقتبسنا منه هذه التأملات، بإمكانك أن تزور موقعنا على https://darmanhal.org / أو Amazon:Dar Manhal al Hayat

يوم 2

عن هذه الخطة

التَّصَدّي للجبابرة

في هذه السلسلة، سنتأمل في حياة قائد عظيم واجه تحديات هائلة لإتمام دعوة الله في حياته ونستخرج ثلاثة مبادئ أساسية للنجاح الروحي والعملي. استعد لرحلة تُغذّي روحك، تُعلّمك الإيمان، وتُشجعك على اتخاذ خطوات شجاعة، كما فعل يشوع، في مواجهة "الجبابرة" في حياتك.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: darmanhal.org