التَّصَدّي للجبابرةعينة
التَأمّل المستمرّ بالكلمة
تبدو فِكرةُ التَّأمُّلِ في ذاتِها عكسَ ثقافتِنا. فنحن لا نُحِبُّ أيَّ شيءٍ يسيرُ سَيْرًا بطيئًا أو مُتَعَمَّدًا، ونَكرَهُ تَحديدًا فِكرة السُّكون. فنحن نُحِبُّ أن نفعلَ كُلَّ شيءٍ بسُرعة. ونُحِبُّ أن نُكْثِرَ مِنَ الحركةِ ونُقَلِّلَ مِنَ التَّفكير. ونُحِبُّ التَّغريداتِ الَّتي لا يزيدُ طولُها عن 140 حَرْفًا أكثرَ مِمَّا نُحِبُّ قراءةَ معلوماتٍ دَسِمة. ولكِنَّ التَّأمُّلَ، أيِ التَّأمُّلَ الكِتابِيَّ، لا إفراغَ الذِّهْنِ كما هي الحالُ في الدِّياناتِ الشَّرقيَّة، مُهِمٌّ جِدًّا في الحياةِ الَّتي يَدعونا اللهُ إليها. وهو يَتطلَّبُ مِنَّا أن نتوقَّفَ عن الاستعجالِ ونُصغي بهدوءٍ وعُمْقٍ إلى ما يُريدُ اللهُ أن يَقولَه لنا.
يَصِفُ لنا جيمس إينيل پاكر الطَّريقةَ السَّليمةَ للقيامِ بذلك: التَّأمُّلُ هو ذلك النَّشاطُ الَّذي نَستَذكِرُ فيه، ونُفَكِّرُ فيه، ونُرَكِّزُ فيه، ونُطَبِّقُ فيه على أنفسِنا أمورًا كثيرةً نَعرفُها عن أعمالِ اللهِ وطُرُقِه ومقاصدِه ووعودِه. فالقصدُ مِنَ التَّأمُّلِ هو... أن نَجعلَ الحَقَّ الإلهيَّ يَعمَلُ عملَه الكاملَ والمناسبَ في ذِهنِنا وقَلبِنا... والحقيقةُ هي أنَّ التَّأمُّلَ يأخُذُ في أغلبِ الأحيانِ شكلَ مُجادلةٍ مع النَّفس، وإقناعِ النَّفسِ بالتَّخلِّي عن الشَّكِّ وعدمِ الإيمان، وقَبولِ قُدرةِ اللهِ ونِعمتِه.
فكما أنَّ البَقَرةَ تَستمِرُّ في اجْتِرارِ العُشبِ نفسِه المَرَّةَ تِلْوَ الأُخرى لكي تهضمَه وتستفيدَ منه، يجبُ علينا أن نَلْهَجَ في كلمةِ اللهِ بالتَّأمُّلِ فيها المَرَّةَ تِلْوَ المَرَّةِ بطريقةٍ تَسمَحُ لكلمةِ اللهِ أن تُخاطِبَ قُلوبَنا وتُسَكِّنَ مخاوِفَنا. والتَّأمُّلُ هو صِيانةٌ وقائيَّةٌ للذِّهن. فيجبُ علينا أن نَملأَ كُلَّ زاويةٍ مِن أذهانِنا بالحَقِّ الغَنِيِّ والأزَلِيِّ قبل أن تَتأصَّلَ فيه ضَلالاتُ العالمِ وتؤذِيَنا. فنحن نَعيشُ في هذا العالَمِ ونَتأثَّرُ بِكُلِّ الضَّلالاتِ الموجودةِ فيه. ولكِنْ يُمكنُنا أن نُحَصِّنَ أنفسَنا ضِدَّ فايروسِ الأفكارِ المُضِلَّة. لأنّ التَّأمُّلَ في كلمةِ اللهِ هو اللُّقاحُ ضِدَّ "كُلِّ رِيْحِ تَعْليم."
لا يجوزُ لنا أن نَقرأَ الكتابَ المُقدَّسَ لأجلِ الحصولِ على المعلوماتِ فَحَسْب، أو لأجلِ زيادةِ معرفتِنا. بَلْ علينا أن نَدرسَ الكتابَ المُقدَّسَ لاكتشافِ مشيئةِ اللهِ لحياتِنا. وعلينا أن نَتأمَّلَ فيه لكي نَعمَلَ به. فنحنُ نَتأمَّلُ في الكتابِ المُقدَّسِ لكي نُطيعَ مَا جاء فيه.
صلاة
كلمتك حلوة يا سيِّدي، أحببتُها وكلُّ مبتغاي طاعتها. إنَّها حياة وارتواء للذين يجدونها ودواء لكلِّ الجسد إذ بها تُصلَح نفسي، وبواسطتها أتعلَّمُ أن أحفظ رجليَّ من طريق السوء وحلقي من الظمأ. بين يديك أضع نفسي وحياتي، مَتّعني في اكتشاف كلامك والتأمّل به بشكلٍ مستمرّ لأطيعه وأغلب، باسم يسوع، آمين.
عن هذه الخطة
في هذه السلسلة، سنتأمل في حياة قائد عظيم واجه تحديات هائلة لإتمام دعوة الله في حياته ونستخرج ثلاثة مبادئ أساسية للنجاح الروحي والعملي. استعد لرحلة تُغذّي روحك، تُعلّمك الإيمان، وتُشجعك على اتخاذ خطوات شجاعة، كما فعل يشوع، في مواجهة "الجبابرة" في حياتك.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: darmanhal.org