الطموح المقدسعينة

خطة استراتيجية

يأتي أولاً القلب المنكسر، ثم الروح المنكسرة، ثم تنتقل إلى الإيمان الأصيل ولا يوجد شبكة أمان غير أمانة الله، وهذا يقودنا إلى الشرط الرابع: وضع خطة استراتيجية.

تبدأ الخطة الاستراتيجية برؤية. ولكن من أين تأتي الرؤية؟

بعد أن تغير قلب نحميا وروحه، وبدأ في تعزيز إيمانه الأصيل، سأل الله "ماذا تريدني أن أفعل؟"

أنت لا تقفز بالإيمان. أنت تحصل أولاً على الصورة الكبيرة من الله: رؤية عما يمكن أن يحدث إذا ما أطلق الله العنان لقوته.

ومن ثم تبدأ في البحث والتخطيط.

اقرأ نحميا 2: 4 – 8 ولاحظ أن كل الطلبات المحددة التي أعدها نحميا مسبقًا ليقدمها في اللحظة التي عينها الله، قد حظيت على انتباه الملك. لم يكن يعلم لو أن طلباته ستُقبل، لكنه قدمها على أية حال.

يعتقد الكثير من الناس أنه يجب أن تتوفر لديهم كل الأموال والموارد قبل اتخاذ أي إجراء. ولكن الأمور لا تسير هكذا. لو أن هذه هي خطط الله بحق، فهو سيوفر موارده في وقته.

"لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." (متى 6: 33).

في الوقت نفسه، لا يمد الله بالموارد أفكارًا غامضة. وضع خطة استراتيجية يتطلب الكثير من البحث وأحيانًا أوقات عزلة.

عندما وصل نحميا إلى أورشليم، وهو رجل له شأن كبير، اعتزل مباشرة لمدة ثلاثة أيام. لا شك أنه خلال هذه الأيام كان يستمع إلى المسؤولين، ويجمع معلومات ويصلي. ومن ثم خرج سرًا ليتفحص الأمور بعينيه.

"ثُمَّ قُمْتُ لَيْلًا أَنَا وَرِجَالٌ قَلِيلُونَ مَعِي، وَلَمْ أُخْبِرْ أَحَدًا بِمَا جَعَلَهُ إِلهِي فِي قَلْبِي لأَعْمَلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ." (نحميا 2: 12)

بلغت خطته الاستراتيجية ذروتها بتلك الجولة السرية، ولكنها كانت نتاج أكثر من عام من الإعداد. لو أن خطة لها أساس صحيح، يمكن أن تسير الأمور بسرعة نحو إتمامها. لقد أعلن نحميا عن الرؤية والخطة على الملأ، وساعد الآخرين على رؤية كيف أن الله أعطى إرشاداته ودعاهم للمشاركة في العمل.

فاندفعوا جميعًا للمشاركة! كان كل شيء منطقيًا بالنسبة لهم، و(تلميحًا للشرط السادس) رأوا التزام نحميا.