الطموح المقدسعينة

قلب منكسر

كان نحميا رجلاً يهوديًا مرموقًا كان يعمل كساقي لملك فارس. كان إخوته من اليهود في السبي لعقود. وقد تمكن البعض منهم العودة إلى أرضهم يهوذا، ولكن الأمور لم تكن على ما يرام.

جاءه واحد من إخوته هو وبعض من الرجال لزيارته وأنبأوه بأخبار سيئة كسرت قلبه.

فَقَالُوا لِي: «إِنَّ الْبَاقِينَ الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ هُنَاكَ فِي الْبِلاَدِ، هُمْ فِي شَرّ عَظِيمٍ وَعَارٍ. وَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ، وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ». فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّامًا، وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ أَمَامَ إِلهِ السَّمَاءِ،" (نحميا 1: 3 – 4).

هذا نموذج لقلب تحرك نحو مقاصد الله.

القلب المنكسر به عاطفة معطاة من الله للاهتمام بمقاصده التي تتخطى راحتنا وخططنا.

تبدأ كل حركة عظيمة برجل أو امرأة اهتم بعمق كافِ لسماع صوت الله وخرج لعمل شيء ما. لا يمكننا أن نغير كل شيء من خلال انكسار القلب ولكننا يمكن أن نغير شيء ما.

ولقد قدم مخلصنا يسوع المسيح نموذجًا لهذا القلب!

في علاقاتك مع الآخرين، فَلْيَكُنْ فِيك هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا:

" الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." (فيلبي 2: 5 – 8).

كيف لك أن تنمي قلبًا منكسرًا؟ إن هذه العملية تحوي أربعة أفعال محددة:

1.تقييم شخصي يتسم بالصدق: هل أنت منشغل بحياتك الخاصة أكثر من اللازم؟ ما الاحتياجات التي حولك وتجد نفسك مهتمًا بها؟

2.توبة حقيقية: هل ترى كيف أن عدم وجود قلب منكسر يحزن الله؟

3.نظرة متعمقة: قد يكون الخوف رد فعل نموذجي لتغيير القلب ويقتضي هذا الثقة بالله

4.اطلب من الرب قلبًا منكسرًا: مثلما فعل نحميا، صلِ!

تذكر، إن الأمر لا يتعلق بأن تفعل شيئًا عظيمًا من أجل الله، بل أن تسمح له بعمل شيء عظيم في قلبك قد يتضمن فقط أن يعطيك روحًا منكسرة.