مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

عظمة مصر لا تدوم(إشعيا19: 1-10)

~النص البيبلي~

19وحيٌ على مِصرَ‌:ها هوَ الرّبُّ راكِبٌ على سحابةٍ سريعةٍ وقادِمٌ إلى مِصْرَ.فتَرتَجِفُ أوثانُها مِنْ وجهِهِ، وتَذوبُ قُلوبُ المِصْريِّينَ في صُدورِهِم.2ويُثيرُ الرّبُّ المِصْريِّينَ على المِصريِّينَ، فيُقاتِلُ الإنسانُ أخاهُ والرَّجلُ صديقَهُ، وتقومُ مدينةٌ على مدينةٍ ومملَكةٌ على مملكةٍ.3ويُفرِغُ مِصْرَ مِنَ الرُّوحِ في داخِلِها ويُبَلبِلُ أفكارَهُم، فيَستشيرونَ الأوثانَ والسَّحرةَ والمُشَعوذينَ والعَرَّافينَ.4ويُسلِّمُ المِصْريِّينَ إلى يَدِ سيِّدٍ قاسٍ ومَلكٍ طاغيةٍ يتسَلَّطُ علَيهِم.هكذا قالَ السيِّدُ الرّبُّ القديرُ.5وينشَفُ البحرُ مِنَ المياهِ ويجِفُّ النَّهرُ ويَيـبَسُ.6وتُنتِنُ الأنهارُ لقلَّةِ مائِها وتجِفُّ سَواقي مِصْرَ، فيَتلَفُ القَصَبُ والبَرديُّ7ويتَبَدَّدُ كُلُّ نَباتٍ على ضِفافِ النِّيلِ ويَيـبَسُ ولا يَبقى شيءٌ.8فيَنتَحِبُ الصَّيَّادونَ ويَنوحُ كُلُّ مَنْ يُلقي الصِّنَّارةَ في النِّيلِ، ويتَحسَّرُ الّذينَ يمُدُّونَ الشَّبكةَ على المياهِ.9ويَبتَئسُ‌صُنَّاعُ الكتَّانِ المُمشَّطِ وحائِكو الأنسِجةِ البيضاءِ10وتَنهارُ أعمِدَةُ الصِّناعةِ، وتكتَئِبُ نفوسُ العامِلينَ بالأُجرةِ.

~شرح النص~

مصر العظيمة، والنيل“روح مصر”، مصر الآلهة الكثيرة والقادرة، مصر الخير الوفير، مصر الحكمة، كلها أضحت في خراب عظيم.يقوم المصريون بعضهم ضد بعضهم الآخر؛ تُباد الحياة من مصر؛ يستشيرون السحرة والعرّافين لعلهم يصفون الدواء، ولكن لا دواء لأمراض مصر.يملك في مصر ملك طاغية يمارس عليهم الظلم والاستبداد.يجف البحر وينشف النهر، تزول“حياة مصر”؛ يتحسّر الصيادون لأن السمك أنتن في الوحل.تتوقّف صناعة الكتّان لأن الكتّان لا يطلع فيما بعد.ويُضحي العمّال بالأجرة من دون عمل.بين يوم وليلة انقلبت مصر رأسًا على عقب.لا دواء؛ لا شفاء؛ وآلهة كبيرة لم تنفعهم بشيء.

~تأمل في النص~

لا شيء على الأرض يدوم على ما هو عليه.كانت مصر من القوى العظمى في العالم القديم.انقلبت وتغيّر الحال.أين أصبحت الممالك العظيمة في التاريخ:مصر وأشور، وبابل، وفارس، واليونان، والرومان؟ كل شيء مرشّح للتغيير، فكم من شعوب كانت في المقدّمة أصبحت في المؤخرة، وكم من عائلات سقطت من حياة الرفاهية إلى الفقر والعوز.حتى الآلهة تتغيّر وتتبدّل، بين مكان وآخر، وبين زمان، وآخر.وحده الله لا يتغيّر.بحسب يعقوب: “وهوَ الذي لا يَتَغيّرُ ولا يَدورُ فيَرمي ظِلاًّ” (يعقوب1: 17).فالله ليس مثل الكواكب التي في دورانها تمر أحيانًا بالنور، وأحيانًا بالظل.ومن يعلّق حياته بالله يعرف هذا الاستقرار على الصعيدين، الروحي والنفسي.

~الفكرة الرئيسة~

الله ليس مثل الكواكب التي في دورانها تمر أحيانًا بالنور،وأحيانًا بالظل.

~صلاة~

إلهي!كل ما أراه في الدنيا عرضة للتغيّر والزوال؛ إلّا أنت!ها أنا أرسّخ حياتي فيك يا صخر الدهور.

~قرار اليوم~