الاستعداد: ليلة عيد الميلاد

نقرأ هذه الكلمات الرائعة في ترنيمة قديمة: "رَجَاءُ قَلْبِي راسِخٌ أسَاسُهُ بِرُّ ودم المَسِيحْ.وَلَيْسَ شَيءٌ غَيْرُهُ قَلْبي إلَيْهِ يَسْتَريِحْ، عَلَيْكَ يا صَخْرَ الأزَلْ أُلْقِي رَجائي وَالأمَلْ."

تغمرنا هذه الكلمات بالرجاء وتظهر أن الله في خطته للبشرية، وضع المسيح فيها، والمسيح هو رجاء العالم. رأى الإنسان طفلًا صغيرًا وضيعًا - ولكن ماذا يمكن للطفل أن يفعل؟ ولكن الملائكة رأت الرجاء متجسدًا. كانوا يعلمون أن خطة الله ستنجح. انتظَر الرب هذا اليوم بشوق وأعد التاريخ له. تستطيع السماء الآن أن تفرح وتحتفل بالملك القادم.

بعد أن أعلن الملاك عن وصول يسوع، غنت باقي الملائكة: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لوقا ١٤:٢).

ربما توقعت الملائكة أن تبدأ الاحتفالات على الأرض بالهتاف وبنفخ الأبواق بعد رحيلهم، ولكن ساد الصمت المكان. حتمًا كان هذا مفاجئًا، بل مربكًا للملائكة.

كان هنالك الكثير من التخطيط والتحضير لهذا اليوم العظيم في التاريخ. فما تم فعله وراء الكواليس كان أروع بكثير مما يمكن أن يتخيله أحد. الله وحده يعلم، ولكننا نعلم الآن أيضًا.

ماذا يمكننا أن نفعل ليكون الاحتفال بعيد الميلاد مميزًا أكثر من باقي أيام السنة؟

لقد أخذنا الوقت اللازم للتوقع والاستعداد، ويمكننا الاحتفال الآن - وهذا له دور كبير في عيد الميلاد. تسلط عبرانيين ٦ الضوء على هذا المبدأ المهم في حياتنا المسيحية.

عبرانيين ١١:٦-١٢ "وَلكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هذَا الاجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ، لِكَيْ لاَ تَكُونُوا مُتَبَاطِئِينَ بَلْ مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ."

ستقلل محبتنا للآخرين ورعايتهم تركيزنا على أنفسنا، بينما يجعلنا التركيز على أنفسنا راكدين روحيًا.

اليوم، عندما تضع لمساتك الأخيرة للاحتفال بعيد الميلاد، تذكر أنك كنت تنتظر مجيئه الأول كجزء من تحضيرك للاحتفال بالعيد. وها أنت الآن تنتظر مجيئه الثاني. واستعدادًا لمجيئه الثاني عليك أن تتحلى بالصبر، ولكن لا يزال بإمكانك الاستعداد لمجيئه الثاني عن طريق مشاركة الآخرين عن عمل المسيح.

آمن بوعوده اليوم وكل يوم. سيعود يسوع ثانية لأنه قال إنه سيفعل.

عبرانيين ١:١١ "وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى."

رنم ترنيمة: في الدجى والسكون.