كتيّب أسبوع الصّلاة لأجلِ وحدةِ المسيحيّين 2021عينة

 النضوج الروحيّ الداخليّ - أثبتوا فيَّ كما أنا ثابتٌ فيكم (يو 15، 4)

تأمُّل

اللقاء مع يسوع يولّد الرغبة في البقاء معه، حيث يتِّمُ النضج ويتحضر الثمر. لقد عاش يسوع، الإنسان الكامل، أيضًا رحلة نضوج من خلال حياةٍ بسيطة للغاية، متجذّرةٍ في ممارسات إيمانه اليهوديّ. في هذه الحياة الخفيّة، في الناصرة، حيث يبدو أنه لم يكن هناك انسان غير عادي، كانت تغذّيه علاقته بأبيه

تأمّلت مريم في أعمال الله في حياتها وحياة ابنها، واحتفظت بكلِّ هذه الأحداث في قلبها. هكذا أدركت سرَّ يسوع شيئًا فشيئًا. لذلك نحن أيضًا بحاجة إلى مسيرةٍ طويلة من النضج الروحيّ، على مدى الحياة، لنفهم عمق محبّة المسيح، ولندعه يسكن فينا ونسكن فيه. من دون أن ندرك كيف يسكن الروح القدس في قلوبنا، ومن خلال الصلاة، والإصغاء إلى الكلمة، والشركة مع الآخرين، وعيش ما نفهمه يومًا بعد يوم، يتمّ نضج الكائن الداخليّ فينا

" عندما ينزل المسيح إلى أعماق أنفسنا (...). سوف يخترق مناطق العقل والقلب، ويصل إلى داخلنا وإلى الأعماق، فيولد فينا نحن أيضًا عندها أحشاء الرحمة ".[1] (تيزيه، الكتابات التأسيسيّة)

صلاة

أيّها الروح القدس، أعطنا أن نقبل في قلوبنا حضور المسيح، وأن نسهر على حضوره سهرنا على َسِرِّ المحبّة. غذِّ صلاتنا، أنرْ قراءتنا للكتاب المقدّس، واعمل من خلالنا، لكي تنبت بالصبر ثمار محبتك فينا

 Ibid., p. 134.