سفر الرؤياعينة

سفر الرؤيا

يوم 4 من إجمالي 13

  

اليوم 04: الرؤيا الثانية – الرؤيا 4: 1-11، 5: 1-14

وفق الرؤيا ٤: ١-٢، حصلت هذه الرؤى أمام العرش السماوي وكشفت عن الأحداث القادمة التي كانت لا تزال في المستقبل في أيام يوحنا. وهي تتوجه إلى كل الكنائس معاً، وتركّز بصورة خاصة على المستقبل كصراع كبير بين قوى الخير والشر. والقصد من هذه الرؤى هي تشجيع قرّاء يوحنا الأولين على البقاء أمناء خلال صراعهم مع الخطيّة والشيطان، لأن انتصار الله المستقبلي مؤكد.

تتألف رؤيا الختوم السبعة من قسمين رئيسيين، بَدءاً بوصف بلاط الله السماوي في الرؤيا ٤ و٥. ويعرض لنا هذا الجزء سفراً هاماً مع سبعة ختوم، ويهيئ الأجواء لفتح تلك الختوم في الفصول ٦-٨.

يصف لنا الرؤيا ٤: ١-١١ المشهد في البلاط السماوي، وهو يشبه رؤى مماثلة في حزقيال ١، وإشعياء ٦، ومقاطع أخرى من العهد الجديد. الله جالس على عرشه وتعبده كائنات حية سماوية، من بينها أربعة وصفها يوحنا ببعض التفاصيل. وكان كل كائن حي من الكائنات الأربعة مملوءاً عيوناً وله ستة أجنحة. لكن مظاهرها الخارجية كانت مختلفة: واحد شبه أسد، وآخر شبه عجل، وآخر شبه إنسان وآخر شبه نسر. وهي على الأرجح تمثِّل كل الكائنات على الأرض التي تسبِّح الله.

ويظهر أيضاً في رؤيا يوحنا أربعة وعشرون شيخاً يحيطون بعرش الله، هم على الأرجح المعدودون وفق أسباط إسرائيل الإثني عشر في العهد القديم، والرسل الإثني عشر في العهد الجديد. وهؤلاء الشيوخ يرمزون إلى شعب الله عبر التاريخ. في كل مرة سبّحت الكائنات الحية الأربعة الله، سجد الشيوخ مقرّين بجلاله وسلطانه، وعاهدوه بالخضوع والطاعة والاحترام. علاوة على الشيوخ، كان هناك عدد ضخم من الملائكة الذين بسطوا تسبيحهم لله على كل الخليقة وسبّحوا حمل الله.

وهذا المشهد يتضمن أيضاً صوراً عديدة من أوصاف العهد القديم للمسكن والهيكل: فنرى هناك مصابيح تتوهج أمام العرش؛ وبخوراً هو صلوات شعب الله؛ وبحراً من الزجاج، أعظم من البحر النحاسي في العهد القديم؛ وتعالت تسابيح مثل تلك التي يقدّمها المرنّمون اللاويون. وتشير هذه الرمزية إلى أن يوحنا أُعطي أن يرى بلاط الله السماوي الذي منه يسود على الكون بكامله ويصدر أحكامه. وهذه المشاهد أوحت لقرّاء يوحنا أن الرؤيا تتناول مسائل بالغة الأهمية.

وتستمر الرؤيا السماوية في الرؤيا ٥: ١-١٤. حيث يحمل الله سفراً في يده يرمز إلى خطته حول مصير العالم. ولكن لا أحدَ من أفراد هذا البلاط تمكن من فتح السفر. بعبارة أخرى، ولا واحد منهم تمكن من إتمام خطته تعالى. ثم قال أحد الشيوخ ليوحنا: إن الأسد الذي من سبط يهوذا هو سيفّك ختوم السفر السبعة ويقرأه.

إن الإشارة إلى أسد سبط يهوذا مأخوذة من تكوين ٤٩: ٩-١٠، حيث نقرأ:

يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ ... لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.

أعلنت هذه النبوة أن يهوذا سيسود على أسباط إسرائيل، وسيأتي منه ملك يحكم العالم بأجمعه.

لكن عندما نظر يوحنا، فوجئ بأن أسد يهوذا كان في الواقع خروفاً بدا كأنه مذبوح. طبعاً، الخروف هو المسيح. وهو من سلالة يهوذا التي يأتي منها ملوك إسرائيل. وهو أصبح حمل الفصح الذي قدّم نفسه ذبيحة كفارية، كما نقرأ في يوحنا ١: ٢٩. وتشير قدرة يسوع على فتح السفر إلى أنه الشخص الذي من خلاله سيتمّم الله كل خططه للعالم.

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

سفر الرؤيا

يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً لأن الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم ذلك، فإن الرسالة العامة واضحة: يسوع الملك سيعود بانتصار.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org