سفر الرؤياعينة
اليوم 09: رؤيا عن الأحداث القادمة – الرؤيا 15: 1-8، 16: 1-21
تمثل رؤيا الكؤوس السبع سبعة ملائكة سكبت سبعة جامات ذهبية من غضب الله على الأشرار. وتتبع هذه الرؤيا البنية ذاتها التي للختوم والأبواق والقصص: ستة جامات تبعتها فترة فاصلة، وثم سُكب الجامُ السابع.
وهناك أيضاً نقاط تشابه ملفتة للنظر. على سبيل المثال، مثلُ الأبواقِ الأربعة الأولى، دمرت الجامات الأربعة المناطق الأربع الرئيسية في العالم: اليابسة، والبحر، والمياه العذبة والسماء. لكن فيما أصابت دينونات الأبواق ثلث الأرض، أثرت الجامات في العالم أجمع.
ضرب الجام الأول بوباء من القروح المؤلمة جميع الذين لهم سمة الوحش وسجدوا لاسمه. حوّل الجام الثاني البحر إلى دم. حول الجام الثالث مياه الأنهار وينابيع المياه إلى دم. وسبَّب الجام الرابع حرارة محرقة من الشمس. وعلى الرغم من هذه الضربات المدمّرة، لعن الناس الله ورفضوا أن يتوبوا.
وسُكب الجام الخامس على عرش الوحش. ويبدو واضحاً من الرؤيا ١٣ أن هذا الوحش هو الوحش الذي من البحر، الذي دعم بسلطانه الوحش الطالع من الأرض. وأغرق هذا الجام مملكة الوحش في الظلام، لكن أتباعه استمروا في لعن الله ورفضوا أن يتوبوا. عندما انسكب الجام السادس، نشف ماء نهر الفرات فاتحاً الطريق أمام ملوك الشرق أن يغزوا أرض الموعد.
وبحسب الرؤيا ١٦:١٦، كان هناك معركة حاسمة بين ملوك الشرق وشعب الله جرت في هرمجدون أي جبل مجّدو. كانت مجدو في إسرائيل القديمة مدينة رئيسية بمحاذاة طريق تجاري رئيسي بين مملكتَي بلاد ما بين النهرين ومصر. وكانت تحتشد عادة الجيوش الضخمة في وادي يزرعيل المجاور أو كما يطلق عليه في بعض الأحيان سهلُ زرعين. وقد حقق شعب الله في الماضي انتصارات عسكرية في مجدّو. لذلك، اعتبرت رمزاً مناسباً لوصف ذروة المعركة بين خدّام الله وأعدائه.
ثم توقفت رؤيا يوحنا لفترة فاصلة في الرؤيا ١٦: ١٥، حيث نقرأ هذا الإعلان:
هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَّلاَ يَمْشِيَ عُرْيَاناً فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ.
مذكراً الكنيسة في سَارْدِس في الرؤيا 3 بالرسالة التي أرسلها إليهم، حيث يحث المسيح أتباعه على البقاء حذرين وأمناء في كل الظروف.
بعد الفترة الفاصلة، أَطلق الجام السابع الدمار النهائي للأشرار. فحدثت رعود وبروق، وحدثت زلزلة عظيمة، وشطر زلزال مدن الأمم، وغرقت الجزائر، وانهارت الجبال، وسحق بَرَد عظيم البشر. وكان ذلك نهاية الدهر، خراب الدهر الحاضر الذي سيحدث عند رجوع المسيح.
ختمت سلسلة الجامات السبعة رؤيا يوحنا عن الأحداث القادمة. فالختوم والأبواق والقصص والجامات كلها برهنت عن التزام الله بالتدخل في التاريخ ليضمن سلامة شعبه وبركتهم.
عن هذه الخطة
يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً لأن الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم ذلك، فإن الرسالة العامة واضحة: يسوع الملك سيعود بانتصار.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org