سفر الرؤياعينة
اليوم 03: رؤيا المسيح – الرؤيا 3: 1-22
ثم يلي ذلك الرسالة إلى كنيسة سَارْدِس، في الرؤيا ٣: ١-٦. هنا لمّح يوحنا إلى مظاهر الروح السبعة والكواكب السبعة في يد يسوع ليذكّر الكنيسة في سَارْدِس أن ليسوع كل القوة والسلطان. ولفت يوحنا الانتباه إلى سلطان يسوع لأن تقييمه لهذه الكنيسة كان صارماً جداً.
وكما نقرأ في الرؤيا ٣: ١-٣:
أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ. كُنْ سَاهِراً وَشَدِّدْ مَا بَقِيَ، الَّذِي هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَمُوتَ، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَعْمَالَكَ كَامِلَةً أَمَامَ اللهِ. .. فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ.
كانت مدينة سَارْدِس مشهورة بقلعتها القوية، لكن تمّ الاستيلاء على القلعة بغتة في مناسبتين. وقد أنذر يسوع الكنيسة أنه سيفعل أمراً مشابهاً ما لم يتوبوا. فسيأتي كلص، مهاجماً إياهم بشكل مباغت. أما الذين بقوا أمناء له، فقد وعدهم المسيح بالطهارة، والتبرير والمكافأة.
ورسالة يسوع إلى الكنيسة في فِيلاَدَلْفِيَا تظهر في ٣: ٧-١٣. في هذه الرسالة قدّم يوحنا يسوع شخصاً يحمل مفتاح داود، أي بإمكان يسوع أن يفتح أبواب مملكة داود ليُدخل من يشاء من رعاياها ويغلق الأبواب ليُبقي الآخرين خارجاً. اتصفت كلمات يسوع لهذه الكنيسة بالإيجابية لكنها انطوت أيضاً على تحذيرٍ ضمني.
في الرؤيا ٣: ٨، أعطاهم تأكيداً:
أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَاباً مَفْتُوحاً وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي.
وقد وضع المسيح أمام هذه الكنيسة باباً مفتوحاً، معطياً إياهم فرصة مواتية لينموا وينضجوا روحياً. فهم إن استفادوا من هذا الباب المفتوح، سيجعل المسيح أعداءهم يسجدون أمام أرجلهم، ويرث مؤمنو فِيلاَدَلْفِيَا أورشليم الجديدة. ويكتب عليهم اسم الله، أي أنهم سيكونون له إلى الأبد. لكن يمكننا أن نستنتج ضمناً أنهم إن لم يغتنموا هذه الفرصة، فلن ينالوا هذه البركات.
ثم تأتي رسالة يسوع إلى كنيسة لاَوُدِكِيَّة في الرؤيا ٣: ١٤-٢٢. في هذه الرسالة، وصف يوحنا يسوع كالشخص الذي كلمته هي الآمين النهائية، أي أن يسوع هو السلطة النهائية الموثوق بها. ووصف يوحنا أيضاً يسوع بالشاهد الأمين الصادق، ومُنشئ خليقة الله. وكان القصد من هذا الوصف أن يلفت نظر مؤمني لاَوُدِكِيَّة، إلى أن تقييمهم سيكون سلبياً جداً.
استمع إلى ما قاله يسوع في ٣: ١٥-١٦:
أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً! هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.
كانت لاَوُدِكِيَّة مدينة ثرية تقع بين مدينتي كولوسي وهيرابوليس. وكانت كلا كولوسي وهيرابوليس مشهورتَين بمصادر مياههما المميّزة. كان لكولوسي مياهها الباردة من ينابيع الجبال؛ أما هيرابوليس فكانت لها ينابيعها الحارة. وكان الاعتقاد السائد بأن لكلّ هذين المصدرين للمياه قوى تساعد على الشفاء. لكن المياه في لاَوُدِكِيَّة كانت فاترة، دون أي قوة تساعد على الشفاء. واستمد يسوع من هذه الوقائع المادية ليقدّم حقيقة روحية: فالكنيسة في لاَوُدِكِيَّة كانت غنية، لكن غناها سلب منها قوتها الروحية. كانت هذه الكنيسة بحاجة إلى أن تتوب وإلا فسيرفضها يسوع.
الكلمة
عن هذه الخطة
يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً لأن الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم ذلك، فإن الرسالة العامة واضحة: يسوع الملك سيعود بانتصار.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org