سفر الرؤياعينة

سفر الرؤيا

يوم 2 من إجمالي 13

  

اليوم 02: الرسائل إلى الكنائس السبع – الرؤيا 2: 1-29

وجّه يسوع رسائله إلى سبع كنائس تقع في آسيا الصغرى، أي في القسم الغربي من تركيا المعاصرة. وقد رتّب الرسائل بالطريقة التي يسافر فيها الشخص الذي ينقل تلك الرسائل. كتب أولاً إلى المدينة الساحلية أَفَسُس، ثم إلى سِمِيرْنَا في الشمال، ثم إلى بَرْغَامُس الأبعد إلى الشمال. ثم اتجه نحو الجنوب الشرقي حاملاً رسائله إلى ثِياتِيرا، ثم سَارْدِس، ثم فِيلاَدَلْفِيَا ثم لاَوُدِكِيَّة. وتنقل هذه الرسائل كلمات يسوع من بلاطه السماوي، وقد صُممت لتساعدَ الكنائس على فهم الرؤى التي تبعت وتتجاوب معها.

بَدءاً من الرسالة إلى أَفَسُس في الرؤيا ٢: ١-٧، قدّم يوحنا يسوع كالشخص الذي يُمسك السبعة الكواكب بيده اليمنى ويمشي في وسط السبع المناير الذهبية. وهذا الوصف يشدّد على نور مجد المسيح وقدرته.

بصفته ملكها، أعطى يسوع الكنيسة في أَفَسُس تقييماً مزدوجاً. فهم لهم غيرة حميدة من جهة العقيدة الصحيحة، ولم يتسامحوا مع السلوك الشرير. وعرفوا بصورة خاصة بكراهيتهم لأعمال النُّقُولاَوِيِّينَ، وهي جماعة هَرطَقِية باكرة جداً مزجت الإيمان المسيحي مع الشهوات الجنسية الوثنية. لكن كنيسة أَفَسُس تلقت أيضاً توبيخاً قوياً. ففي الرؤيا ٢: ٤ قال لهم يسوع إنهم تركوا محبتهم الأولى؛ خسروا حماستهم وغيرتهم للمسيح وملكوته. لذا، حذَّرهم بأنهم إن لم يتوبوا ويعودوا إلى حماستهم الأولى، فسينزع منارتهم، وهي رمز لتكريمهم في السماء. بعبارة أخرى، سيؤدّبهم وربما يرفضهم.

ترد الرسالة إلى كنيسة سِمِيرْنَا في الرؤيا ٢: ٨-١١. وتبدأ بوصف يسوع بالأَوَّلُ وَالآخِرُ الَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ. وهذا الوصف قدَّم المسيح كالشخص الذي خلق كل شيء، وبكونه النقطة المركزية في المصير النهائي للخليقة.

هذه الرسالة هي واحدة من اثنتين فقط لا تتضمنان توبيخاً على أعمال شريرة. وهي تركّز بالكامل على التعاطف مع الكنيسة في سِمِيرْنَا، وتفهم وضعها إذ تواجه اضطهاداً عنيفاً على الأرجح من اليهود غير المؤمنين.

بالرغم من المشاكل التي سببها اليهود للكنيسة في سِمِيرْنَا، فقد حثّ يسوع أتباعه على الأمانة، وشجّعهم على الوثوق به لأنه غلب الموت.

بعد ذلك خاطب المسيح الكنيسة في بَرْغَامُس في الرؤيا ٢: ١٢-١٧. في هذه الرسالة، قدّم يوحنا المسيح كالشخص "الَّذِي لَهُ السَّيْفُ الْمَاضِي ذُو الْحَدَّيْنِ". كلمات يسوع هذه حادة للغاية، وقادرة أن تحكم بين ما هو صواب وما هو خطأ. وهذه الصفة مناسبة في وضعهم لأن تقييمه للكنيسة يتضمن إيجابيات وسلبيات.

اقرأ ما قاله يسوع في الرؤيا ٢: ١٣-١٤:

وَلَمْ تُنْكِرْ إِيمَانِي حَتَّى فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا كَانَ أَنْتِيبَاسُ شَهِيدِي الأَمِينُ الَّذِي قُتِلَ عِنْدَكُمْ حَيْثُ الشَّيْطَانُ يَسْكُنُ. ‏ وَلكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ.

أتبع يسوع مديحه بتوبيخ: فقد فشلت الكنيسة في رفض تعاليم النُ‍قُولاَوِيِّينَ بالإضافة إلى التعاليم التي ارتبطت ببلعام. وهؤلاء المعلمون الكذبة قادوا كثيرين إلى العربدة والفجور. وحذّر المسيح الكنيسة بأنه سيؤدبها في حال أَنها لم تتب.

وترِد الرسالة إلى كنيسة ثِياتِيرا في الرؤيا ٢: ١٨-٢٩. هنا، وصف يوحنا يسوع بالنار المطهِّرة، وعيناه كلهيب النار ورجلاه مثل النحاس النقي. وهذا الوصف يرتبط مباشرة بمحتوى الرسالة، لأن الكنيسة في ثِياتِيرا تحتاج أن تتطهر وتتنقى.

في الرؤيا ٢: ١٩-٢٠، قال يسوع:

أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى. ‏ لكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِي تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ، حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِيَ عَبِيدِي.

على نقيض كنيسة أَفَسُس، لم يخسر الثِياتِريون محبتهم الأولى للمسيح، بل بالعكس، فقد زادت محبتهم. لكنهم تساهلوا مع التعليم المضّل لامرأة محدّدة، سمّاها يسوع بازدراء "إيزابل."

ومثل الملكة الشريرة إيزابل التي نجدها في ملوك ١ و٢، استمالت هذه المرأة الشعب إلى الفجور الجنسي وعبادة الأصنام، وهما ممارستان مرتبطتان بقوة عند الوثنيين في آسيا الصغرى. وقد حذّر يسوع هذه الكنيسة بضرورة رفضها لهذه التعاليم الكاذبة وبقائها أمينة له.

يوم 1يوم 3

عن هذه الخطة

سفر الرؤيا

يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً لأن الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم ذلك، فإن الرسالة العامة واضحة: يسوع الملك سيعود بانتصار.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org