مُحصن ضدّ الخوفعينة
الربّ يرى فيك أكثر مما تراه في نفسك
يصف الكتاب المقدس المديانيين كأمة "جراد" (قضاة 7: 12). عندما ينضج الحصاد، ينزلون إلى حقول إسرائيل ومحاصيلها بأعداد كبيرة مثل سرب الجراد، ولا يتركون شيئًا في أعقابهم سوى الدمار والخراب. ذهب الإسرائيليون في موقف دفاعي، محتمين في الكهوف، يختبئون في الجبال، ويبنون معاقل واقية. حصد الحصادون بسرعة ما استطاعوا وخبأوه بعيدًا تحسبًا لغزو وشيك.
كان لدى الربّ خطة لتخليص إسرائيل من يد مديان، وقد اختار رجل لهذا العمل، لكن اختيار الربّ بدا غير محتمل إلى حدٍ كبير. لم يكن جدعون بطل خارق بأيّ تصور ممكن. لقد كان ضحية لأمراض مجتمعه، وهو رجل تأثر بمناخ الجُبن الذي شل الإسرائيليين واستعبدهم. لقد كان سجين الخوف لدرجة أنّه كان يختبئ في معصرة النبيذ لدرس حصاده الصغير من القمح (قضاة 6: 11).
المعصرة ليست مكان لدرس القمح. مثل غسل ملابسك في غسالة الصحون. لكن جدعون اختار هذا المكان غير المناسب لأنه كان خائفًا من المديانيين. كان خائفًا من فقدان محصوله وحياته، لذلك اختبأ تحت الأرض. في زنزانة الخوف هذه وجد الربّ جدعون، محبطًا، مرتجفًا.
"ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ [أي الشجاع]»" قضاة 6: 12
لم يكن أحد يتوقع إعلان الربّ في ذلك اليوم. يقول الربّ: "جدعون، أنت رجل عظيم شجاع لا يعرف الخوف!" حيث رأى الآخرون أنّه جبان، رأى الربّ أنّه مخلص! أنا سعيد لأن الربّ لا يرانا بالطريقة التي نرى بها أنفسنا في كثير من الأحيان. عندما ننظر في المرآة، قد نرى شخصًا غير متعلم أو قليل الخبرة. قد نرى شخصًا ينتمي إلى الطبقة الاجتماعيَّة أو العرق أو الجنس الخطأ. قد نرى شخصًا صغيرًا جدًا أو عجوزًا جدًا. وهناك دائمًا مليون عذر لماذا لا يستطيع الربّ أن يستخدمنا. لكن الربّ يرى فينا أكثر مما نراه في أنفسنا، وعقباتنا وإخفاقاتنا وأوجه قصورنا لا تخيفه. لماذا ا؟ لأنه بالرغم من ضعفنا، فهو قوي!
تقول رسالة كورنثوس الثانية 12: 9 "فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ".
في المعصرة نجد جبانًا مرتجفًا يختبئ من أجل حياته عندما يظهر ملاك الربّ لجدعون ويطلق عليه "جبار البأس [الشجاع]". في البداية كانت هذه الكلمات تبدو وكأنها سخريَّة قاسيَّة، ولكن لم يكن هناك ابتسامة على وجه الملاك. لم يكن الربّ يسخر من جدعون، ولم يخلط بينه وبين شخص آخر. رأى الربّ شيئًا في جدعون لم يره أحد آخر، بما في ذلك جدعون نفسه. كم هو مريح أن تعلم أنَّ طرق الربّ ليست كطرقنا وأفكاره ليست كأفكارنا. أوه، يا صديقي، عندما تفهم ما يراه الربّ عندما ينظر إليك، فإنّه سيغير حياتك.
الكلمة
عن هذه الخطة
العالم كله يتحدث بدون توقف عن كورونا الآن والعديد من الناس حولنا خائفون. هنا يمكنك أن تجد الجزء 9 من سلسلتنا التعبديَّة "مُحصن ضدّ الخوف". إنّه مصمم لتقوية إيمانك خلال هذا الوقت ولتزويدك بكلمة الله - ليس فقط حتْى تتمكن من مواجهة هذه التحديات، ولكن أيضًا حتّى تتمكن من الخروج من هذا الموقف بنصرة دائمة.
More
نود أن نشكر CfaN Christ For All Nations على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://www.cfan.eu