مُحصن ضدّ الخوفعينة

: تصديق وعود الربّ

وعد الربّ شعب إسرائيل أن يعطيهم أرضًا تفيض لبنًا وعسلًا. وعدهم بأرض جيدة وواسعة حيث يمكنهم التمتع بالأمان والراحة من أعدائهم. في الواقع، سيحررهم من العبوديَّة ويرافقهم شخصيًّا إلى منزل أحلامهم بنفسه. كان هذا وعده و"كلمته" لهم.

بعد قرون من العبوديَّة في مصر، ما هي البهجة التي شعروا بها عندما سمعوا هذا الوعد. يا لها من فرحة! لابد أنهم قد أخذوا "الكلمة" كحلم يتحقق وهي تعلن عن أرضهم وهويتهم وحريتهم. لكنهم هنا في البرية - لا حليب، لا عسل، لا أمان، لا إرث، لا وعد تحقق. قبل ذلك بأشهر، عندما انشق البحر الأحمر أمام أعينهم، لا بد أنَّ وعود الربّ قد بدا حقيقي للغاية بالنسبة لهم! لابد أنهم تذوقوا ثمار أرضهم وشموا زنابقها. ولكن بدلاً من ذلك: الغبار والخطر والصخور والعطش والحيات والمخاوف - البرية. قال الربّ: "أرض الموعد"، ولكن بعد ذلك قادهم إلى البرية. بدلاً من دخول مجدهم، كانوا يتجولون في أرض قاحلة، ويقاتلون في تلك الحياة القاسية، ويبحثون عن طعام غريب كلّ صباح.

واجه شعب إسرائيل مأزق. إنَّ كلمة الربّ التي وعدت بمستقبل مجيد تبدو الآن سخيفة في برية الأحلام المحطمة. يبدو أنَّ "الكلمة التي سمعوها"، بدلاً من بث الرجاء من خلال الوفاء، تبدو معلقة فوقهم، بعيدًا عن متناولهم، تسخر منهم وهم يجوبون الصحراء. لذا، لم يعد شعب إسرائيل يصدق "الكلمة التي سمعوها". رفضوا وعد الربّ بأن يدخلوا أرض مصيرهم!

كان شعب إسرائيل عالق في هذا التوتر الطويل والغريب بين الوعد والوفاء، بين سلامة الربّ والظروف التي بدت وكأنها تناقض كلمته. ولكن كان هذا هو الوقت الذي يحتاجون فيه إلى الإيمان! لو كانوا صدقوا كلمة الربّ في خضم هذه الأزمة، لكانوا أطاعوها واستفادوا منها. بما أنهم لم يؤمنوا، ولم يطيعوا - لم يتلقوا فوائدها. وضعهم الربّ في هذه الحالة ونظر ليرى أيّ نوع من الناس هم. عندما نواجه ظروفًا تبدو وكأنها تتعارض مع الوعود التي أعطانا إياها الربّ في كلمته، يجب أن نختار أن نؤمن قبل كلّ شيء، فهو مُخلص لكلمته ولنا! يجب ألا نسمح للخوف أو الشك أو عدم الإيمان أن يدخل في قلوبنا، لأنه عندما يقطع الربّ وعدًا، سوف يتحقق!