فيروس كورونا والمسيحعينة
حلاوةُ سلطانه
لماذا ينبغي أن أستقبلَ خبرَ سيادة الله على فيروس كورونا، وعلى حياتي، على أنَّه تعليمٌ حلوٌ وسارّ؟ السرُّ يكمن في معرفة أنَّ السيادة نفسها التي كان في وسعها أن تمنعَ فيروس كورونا، لكنَّها لم تفعل، هي التي تساند النفس وتدعمها في أثناء الأزمة.
بتعبيرٍ آخر، إنْ حاوَلْنا تبرئة الله من سيادته على الألم، فنحن بهذا نضحي بسيادته على تحويل كلِّ الأشياء للخير.
الأخبار السارة: الله يَحْكُم
إنَّ السيادةَ نفسها التي تسيطر على المرض هي التي تساند في أوقات الخسارة والفقدان. والسيادة نفسها التي تأخذ الحياة هي التي هزمَتِ الموت، وتعيد المؤمنين إلى السماء وإلى المسيح. ليس بالأمر السارِّ أن نظنَّ أنَّ الشيطان، أو المرض، أو العملَ التخريبيّ، أو القَدَر، أو الصدفة لها القَولُ الفَصْل في حياتي. ليست هذه أخبارًا سارَّة.
لكنَّ حُكم الله وسيادته هما حقًّا أخبار سارَّة. لماذا؟ لأنَّ الله قدُّوس وبارٌّ وصالحٌ وغيرُ محدودٍ في حكمته
لا شيء يباغتُ الله، أو يربكُه، أو يُحيِّره؛ فقدرته غير المحدودة هي في يد قداسته وبرِّه وصلاحه غير المحدودة – وكذلك في يد حكمته غير المحدودة. وكلُّ ذلك هو في خدمة أولئك الذين يؤمنون بابنه، يسوع المسيح. وهناك صلةٌ وثيقةٌ ما بين فيروس كورونا وإرسال الله يسوع كي يموتَ عن الخطاة.
"كل شيء" لنا
تقول رومية ٨: ٣٢: "الَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لا يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَه كُلَّ شَيْءٍ؟" يعني هذا أنَّ استعدادَ الله لأن يرسلَ ابنه كي يُصلَب عوضًا عنَّا كان إعلانًا وتصديقًا منه على أنَّه سوف يستخدم كلَّ سيادته كي «يَهَبَنا كلَّ شيء».وأنَّ هذا مضمونٌ بدم ابنه.
وما «كلُّ شيء» الذي يتحدَّث النصُّ بشأنه؟ هو الأمور التي نحتاج إليها كي نصنعَ مشيئته، ونمجِّد اسمه، ونصل بسلام إلى محضره البهيج.
فبعد ثلاث آيات، أوضح بولس الرسول كيفيَّة حدوث ذلك على أرض الواقع – أي في وسط فيروس كورونا. كيف سيبدو الوضع إذًا حين يلتقي فيروس كورونا وتعهُّدُ الله غير المحدود، والمعتمَد بالدَّم، بأنْ يَهَبَنا «كلَّ شيء»؟
"مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْح. وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رومية ٨: ٣٥-٣٧).
لا تَفُتْكَ هذه الكلمات المذهلة، رغم أنَّها موجعة: «نُمَاتُ كُلَّ النَّهَار». يعني ذلك أنَّ عبورَنا آمِنين من الموت هو أحد الأمور التي لنا من الله ضمن «كلِّ شيء» الذي سيهَبُنا الله إيَّاه؛ فهو لم يشفقْ على ابنه، بل بذلَه من أجلنا، أو كما يقول رومية ٨: ٣٨-٣٩: "فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لا مَوْتَ وَلا حَيَاةَ … تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا".
الكلمة
عن هذه الخطة
هذا هو الوقت الذي نشعر فيه بهشاشة هيئة هذا العالم. فالأساسات التي كانت تبدو متينة آخذةٌ بالاهتزاز. والسؤال الذي ينبغي أن نطرحه الآن هو: هل تقفُ أقدامنا على صخرة- صخرةٍ لا يمكن أن تتزعزعَ بتاتًا؟
More
http://elsoora.org :نود أن نشكر خدمة الصورة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع