فيروس كورونا والمسيحعينة

فيروس كورونا والمسيح

يوم 4 من إجمالي 9

  أساسٌ متين

لا يَهُمُّ كثيرًا رأيي بشأن فيروس كورونا، أو بشأن أيِّ شيء آخر، لكنَّ رأي الله هو الأهمُّ بما لا يُقاس. وهو لا يكتمُ عنَّا رأيَه بشأن هذا الأمر. فمن النادر أن نجدَ صفحةً في الكتاب المقدَّس لا علاقة لها بهذه الأزمة.

إنَّ رأيي عشبٌ، أمَّا رأي الله فهو صوَّان، "الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ" (١بطرس ١: ٢٤-٢٥). قال يسوع إنَّ كلام الله في الكتاب المقدَّس: "لَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ" (يوحنَّا ١٠: ٣٥). فما يقوله الله "حَقٌّ عَادِلَ كُلُّه" (مزمور ١٩: ٩)، ومن ثَمَّ، فإنَّ كلمته أساسٌ ثابتٌ إلى مدى الحياة – "إِلَى الدَّهْرِ أَسَّسْتَهَا [شهاداتك]" (مزمور ١١٩: ١٥٢). يشبه الإصغاء إلى الله والإيمان به بناءَ بيتٍ على الصخر، لا على الرمل (متَّى ٧: ٢٤).

فإنَّ كلمة الله هي ذلك الرأي الذي ينبغي أن توليه كلَّ انتباهك؛ فهو "عَجِيبُ الرَّأْيِ عَظِيمُ الْفَهْمِ» (إشعياء ٢٨: ٢٩)، و"لِفَهْمِهِ لا إِحْصَاءَ" (مزمور ١٤٧: ٥). وحين يعطي رأيًا بشأن فيروس كورونا، سيكون رأيًا راسخًا ودائمًا وغير متزعزع "أَمَّا مُؤَامَرَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الأَبَدِ تَثْبُتُ" (مزمور ٣٣: ١١)، "اَلله طَرِيقُهُ كَامِلٌ" (٢صموئيل ٢٢: ٣١).

ومن ثَمَّ، فإنَّ كلمات الله حلوة وثمينة، "أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ … وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ" (مزمور ١٩: ١٠). وهي في الحقيقة تحملُ حلاوةَ الحياة الأبديَّة: "يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلامُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ" (يوحنَّا ٦: ٦٨).

ومن ثَمَّ، ففي أفضل الأوقات وأسوئها، تجلب كلمات الله سلامًا وفرحًا لا يتزَعْزَعان. حتمًا لا بُدَّ أن يكون الأمر كذلك. صلاتي هي أن يختبر كلُّ مَن يقرأ هذا الكتاب ما اختبره إرميا النبيّ: "وُجِدَ كَلامُكَ فَأَكَلْتُهُ فَكَانَ كَلامُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي" (إرميا ١٥: ١٦).

لاحِظْ ذلك: لن تُفقَد حلاوة كلمة الله في تلك اللحظة الحاسمة من التاريخ، التي نختبر فيها عنايةً إلهيَّةً مُرَّة، إن تعلَّمنا سرَّ أن نكون "كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ" (٢كورنثوس ٦: ١٠). سنرى لاحقًا وبالتفصيل ماهيَّة هذا السِّرّ، لكنْ إليكم تعريفَه الآن في جملةٍ واحدة: أنَّ سرَّ "كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ" هو معرفة أنَّ السيادة نفسها التي كان في وسعها أن تمنعَ فيروس كورونا، لكنَّها لم تفعل، هي التي تساند النفس وتدعمها في أثناء الأزمة.

بل يفوق الأمر مجرَّد مساندة ودعم؛ إذ تزيِّن هذه السيادة النفسَ وتحلِّيها بالرجاء في أنَّ مقاصد الله طيِّبة وكريمة، حتَّى في الموت ذاته – لأولئك الذين يضعون ثقتهم فيه.

لا يقدر إنسان أن يعزِّي أرواحنا في وسط هذا الوباء كما يقدرُ الله. فإنَّ تعزياته لا تتزعزع، مثل صخرةٍ عظيمةٍ ومرتفعةٍ وسط بحرٍ هائج. وهذه التعزيات آتية من كلمته – من الكتاب المقدَّس.

  

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

فيروس كورونا والمسيح

هذا هو الوقت الذي نشعر فيه بهشاشة هيئة هذا العالم. فالأساسات التي كانت تبدو متينة آخذةٌ بالاهتزاز. والسؤال الذي ينبغي أن نطرحه الآن هو: هل تقفُ أقدامنا على صخرة- صخرةٍ لا يمكن أن تتزعزعَ بتاتًا؟

More

http://elsoora.org :نود أن نشكر خدمة الصورة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع