مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الغد المجيد(إشعيا33: 17-24)

~النص البيبلي~

17ستُبصِرُ عيونُكُمُ الملِكَ في بَهائِهِ وتُعاينونَ الأرضَ الواسِعةَ.18وتتَذكَّرُ قُلوبُكُم أيّامَ الرُّعبِ:أينَ المُحاسِبُ ووازِنُ الضَّرائِبِ؟ أينَ الّذي يَتفَحَّصُ الأبراجَ؟19الشَّعبُ الشَّرِسُ لن تَرَوهُ بَعدُ، الغامِضُ الكلامِ عَنِ الإدراكِ الألْكَنُ اللِّسانِ فلا يفهَمُ.20أُنظُروا إلى صِهيَونَ مدينةِ أعيادِنا، فتَرَى عُيونُكُم أُورُشليمَ تَراها مَسكِنًا مُطمَئِنًّا، خيمَةً لا تُنقَلُ مِنْ مكانِها...21حَيثُ الرّبُّ يُظهِرُ عَظمَتَهُ، وحَيثُ الأنهارُ والضِّفافُ الواسِعةُ...22لأنَّ الرّبَّ حاكِمُنا ومُشتَرِعُنا، ومُخَلِّصُنا هوَ ومَلِكُنا.23يُرخي حبالَ سُفُنِ العَدوِّ، فلا تُشَدُّ قاعِدةُ السَّاريةِ‌ولا يُنشَرُ علَيها الشِّراعُ.وتُقتَسَمُ الغَنائِمُ الكثيرةُ، والعُرجُ أنفُسُهُم يَغنَمونَ،24فلا يقولُ ساكِنٌ في أُورُشليمَ: “اللهُ تَخَلَّى عنِّي‌!”والشَّعبُ المُقيمُ بها تُغفَرُ لَه خطيئَتُهُ.

~شرح النص~

تتواصل الليتورجيا في خبر نجاة أورشليم، فلا يبقى سوى الاعتراف بالملك الحقيقي الذي يُجري أعمالًا عظيمة.هو الملك الداودي أولًا ثم الملك المسيحاني.عينا أورشليم تنظر الملك في جماله. “وتتذكّر قلوبكم أيام الرعب”.يعود المؤمن بالذاكرة لكي يعيش أمانة الرب وحضوره.كل ما عاشته أورشليم مضى من دون رجعة.أين الأشوري الذي يحصي السكان ليأخذ ضريبة الرأس ويزن الفضة التي تُدفع، ويعدّ الأبراج ويراقبها؟(آية18).ماذا رأوا في الماضي؟ رأوا الشعب الشرس، شعب الاحتلال(آية19).لغته غامضة يتلعثم بلسانه فلا تفهم كلامه.أما الآن فينظرون إلى“مدينة أعيادنا”.الصورة تغيّرت.أورشليم غدت مطمئنة، خيمتهم أصبحت ثابتة(آية20).هناك“الأنهارُ والضِّفافُ الواسِعةُ”والنهر يمنح البركة والعطاء دون الحرب(آية21).لا تُقطع الحبال التي تمسك الخيمة بالأوتاد.حبال خيام العدو ارتخت ولا تشكّل خطرًا لخيمة أورشليم الوحيدة، خيمة اللقاء بالرب، تُقتسم الغنائم على الشعب والعرج – أي المساكين – يغتنون(آية23)...

~تأمل في النص~

هذه رؤية نبوية جديدة، على عكس الرؤية السلبية السابقة لأورشليم(33: 8–9).يمكننا أن نقول مع الرسول بولس: “إن كان الله معنا فمن يكون علينا؟” (رومة8: 31).مرة أخرى يرتبط ازدهار المدينة بالرب الساكن فيها(الآيات20–21)، منه يأتي كل خير.أورشليم محفوظة ومحمية ليس بقواها وفضائلها الشخصية، بل“لأنَّ الرّبَّ حاكِمُنا ومُشتَرِعُنا، ومُخَلِّصُنا هوَ ومَلِكُنا” (الآية22)، ولكن فوق كل شيء هو يخلّصنا.

~الفكرة الرئيسة~

ستبصر عيوننا بهاء ملكنا الآتي،يسوع المسيح،له المجد إلى الأبد...

~صلاة~

يسوع!إنك أجمل بني آدم،“أَبهى مِنْ بَني البشَرِ، والنِّعمةُ اَنسكبَت على شَفَتَيكَ” (مزمور45: 3)، عندما أتأمل بهذا البهاء، ينشرح قلبي والفرح يغمرني، وأخال أن لي أجنحة أطير فيها وأحلّق في سماء حبّك، والخوف ينجلي.فإن كنتَ معنا فمن يكون علينا؟

~قرار اليوم~