مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample
الربّ يكره الرياء(إشعيا1: 10-17)
~النص البيبلي~
10إسمَعوا كلامَ الرّبِّ يا حُكَّامَ سَدومَ!أصغوا إلى شريعَةِ إلَهِنا يا شعبَ عَمورةَ.11…شَبِعتُ مِنْ مُحرَقاتِ الكِباشِ وشَحْمِ المـُسَمَّناتِ.دمُ العُجولِ والكِباشِ والتُّيوسِ ما عادَ يُرضيني.12حينَ تَجيئونَ لتَعبُدوني، مَنْ يطلُبُ ذلِكَ مِنكُم؟ لا تَدوسوا بـيتي بعدَ اليومِ13وبتَقدِماتِكُمُ الباطِلَةِ لا تَجيئوا إليَّ، فرائحَةُ ذبائحِكُم مَعيـبةٌ عِندي.شعائِرُ رأسِ الشَّهرِوالسَّبتِ، والدَّعوَةُ إلى الصَّلاةِ لا أُطيقُها، ولا أُطيقُ مَواسِمَكُم واحتِفالاتِكُم.14رُؤوسُ شُهورِكُم وأعيادُكُم كَرِهَتْها نفْسي.صارَت ثقْلاً عليَّ وسَئمْتُ احتِمالَها.15إذا بَسَطْتُم أيديَكُم للصَّلاةِ أحجُبُ عينَيَّ عَنكُم، وإنْ أكثَرتُم مِنَ الدُّعاءِ لا أستَمِعُ لكُم…16فاغتَسِلوا وتَطهَّروا وأزيلوا شرَّ أعمالِكُم مِنْ أمامِ عينَيَّ وكُفُّوا عَنِ الإساءةِ.17تعَلَّموا الإحسانَ واطلُبوا العَدلَ.أغيثوا المـَظلومَوأنصِفوا اليتيمَ وحاموا عَنِ الأرملَةِ.
~شرح النص~
يتكلّم الربّ بلسان إشعيا، الذي يذكر إسم سدوم وعمورة مجازًا، ليقصد بـهما يهوذا بشكل عام، وأورشليم بشكل خاص.صحيح أنّ أورشليم ما زالت قائمة وآهلة بالسّكان، ولكن إذا لم تغيّر مسلكها، فإنّ مصير سدوم ينتظرها.هي تعتزّ بأنّـها المدينة المقدّسة حيث يوجد هيكل الربّ، ولذا تعجّ بالمصلّين، خاصّة خلال الأعياد، حيث تجري دماء الذبائح نحو وادي قدرون كَسَيل متدفّق، ممّا يجعل الشعب يشعر بالأمان، ولكنّ المفارقة أنـّها لا تنال رضى الربّ.
فنراه يوجّه كلامه إلى فئتين من الناس، أوّلاً الحكّام، وثانيًا الشعب بصورة عامّة.أمّا أسئلته فتصطبغ باللّوم المجبول بالغضب، وبعدها يزجر بعنف تقدمة الذبائح المعيبة والشعائر الباطلة والصلوات الجوفاء، لاسيّما تلك التي تُقام في الأزمنة القدسيّة مثل اليوم الأوّل من الشهر ويوم السبت، حيث كانت تُعقَد الاجتماعات الطقسيّة والاحتفالات الخاصّة بالمناسبة.
يرتبط الشرط الوحيد لقبول الربّ للتقدمات والذبائح بتطبيق العدل وإنصاف المظلوم، والإحسان الى اليتيم والأرملة.إذًا، لا مجال للإزدواجيّة في العلاقة معه، ولا مكان للخلط بين الإثم والقداسة.
~تأمل في النص~
هناك خطر كبير يقوم على المزج بين الدِّين والطقوس، والمساواة بينهما.فإذا اكتفى المؤمن بالممارسات الخارجيّة للعبادة، جعل من الإله الحيّ إلهًا وثنيًّا، يمكن إرضاؤه بالذبائح ليس إلّا.والخطر الأكبر هي أن تصبح هذه الممارسات الغاية التي ينشدها المؤمن، في حين أنّـها ليست سوى وسائل للتعبير عن الإيمان الحقّ.أمّا ذروة الخطورة فهي حين تتحوّل إلى حجّة لتبرئة المخالفات الأخلاقيّة على أنواعها ولإخفاء العيوب الإجتماعيّة بتفرّعاتـها.
~الفكرة الرئيسة~
يستهلّ الربّ كلامه برفض الديانة التي تقوم على الطقوس الخارجيّة والتمسّك بالشكليّات،ثمّ يصعّد في حدّة خطابه فيزجر المظاهر الخدّاعة،ويشترط قبولها فقط حين تقترن بالإلتزام الداخليّ وبالأمانة القلبيّة له ولكلمته.
~صلاة~
يا ربّ، نجّني من رياء الانفصام بين إيماني وممارساتي الدينيّة.أنت تدعوني إلى اختبار حيّ لك، فاجعل صلاتي وعبادتي لك بالروح والحقّ.ومع تقدمة الصلاة والشعائر، إجعلني أقدّم ذاتي بكلّيتها لك ولإرادتك.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More