مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample
لا للسحرة والعرّافين(إشعيا8: 19-22)
~النص البيبلي~
19فإذا قالوا لكُم: “أطلُبوا الآياتِ والمُعجِزاتِ مِنَ السَّحرةِ والعَرَّافينَ الهامِسينَالمُتَمتِمينَ”، فقولوا لهُم: “أمَا كُلُّ شعبٍ يطلُبُ الآياتِ والمُعجِزاتِ مِنْ إلهِهِ؟ مَنْ يا تُرى يطلُبُ شيئًا مِنَ الأمواتِ لأجلِ الأحياءِ؟”20فاطلُبوا أنتُم يا تلاميذي شهادةَ الرّبِّوشريعتَهُ مَنْ لا يفعَلُ ذلِكَ، فلا يُضيءُ لَه الصُّبحُ.21يتيهُ في الأرضِبائسًا جائعًا، وفي جوعِهِ يغضَبُ ويَلعَنُ ملِكَهُ وإلهَهُ ويلتَفِتُ إلى فَوقُ22وينظُرُ إلى الأرضِ فإذا الشِّدَّةُ والظُّلمَةُ وسَوادُ الضِّيقِ البهيمِ الّذي إليهِ يُطرَدونَ.
~شرح النص~
للمرّة الأولى منذ بداية رؤيا إشعيا نسمع صوت المعارضة.لقد سبق ووُصف هذا الشعب بأنّه لا يفهم، ولا يُبصر ولا يسمع(إشعيا6: 9–10)، وها هم الآن يتحدّثون.حتّى الآن لم نسمع ردًّا مباشرًا على إشعيا سوى من آحاز(إشعيا7: 12)، مع الفرق أنّنا هنا لا نتعرّف على هويّة المتكلّمين.يبدو إشعيا في حالة مواجهة خصوم يمارسون إستحضار أرواح الموتى، أو يطالبون للشعب بحقّ ممارستها بغية طلب النجدة في سبيل الأحياء.
كانت هذه الممارسات شائعة في جميع أنحاء الشرق الأدنى القديم، حيث كانوا يُهمهِمون ويُتمتِمون، كإشارة ساخرة لتلك الممارسات، ولكنّ شريعة موسى كانت قد حرّمت كلّ عرافة وسحر وشعوذة(راجع تثنية18: 10–14)، لأنـّها تنضوي على فكرة التحكّم بالأحداث المستقبليّة، أي أن يصبح الانسان سيّد حياته والذي يتحكّم بمستقبله.
أمّا جواب إشعيا فيوجّه تلاميذه إلى أن يكونوا شهودًا للربّ، والى العمل بشريعته أو بتعليمه، وإلّا فسيبقون في ديجور الجهل والتيه، ثمّ يسترسل في وصف حالة الظلمة الناتجة عن البعد عن كلام الله، فهي تؤدّي إلى البؤس والجوع والغضب، وينتهي بـهم الأمر إلى لعن ملكهم وإلههم.باختصار، إنـّهم سيرَون أنفسهم مطرودين إلى حيث تلقي الظلمة بوزرها فيطغى الديجور والضيق.
~تأمل في النص~
قد يعكس اللّجوء إلى السِحر والعرافة واستحضار الأرواح مدى خوف الانسان من المستقبل وما يخفيه من هواجس سيّئة، ومن الفشل، والمرض، والمجهول، والموت، وما بعد الموت، إلخ.
ولكن، ألم يقل لنا يسوع المسيح: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم”؟ فلماذا التفتيش عن راحة البال بعيدًا عن منبعها؟ وهل هناك من يهبنا السكينة أكثر ممَّن ضحّى بنفسه في سبيلنا نحن أحبّائه؟
~الفكرة الرئيسة~
يعيش إشعيا في زمن يفضّل فيه الناس إستشارة مستحضري الأرواح والعرّافين،ربّما بغية منهم في السيطرة على مستقبلهم،ولكنّهم للأسف نسَوا أنّ الإيمان الحقيقيّ يقوم على تسليم الذات إلى الله الحيّ،والثقة الأكيدة أنّه لا يريد لهم سوى الخير.
~صلاة~
في نشيد الخلق الذي يُفتتَح به سفر التكوين، كان النور باكورة المخلوقات.وفي العهد الجديد أشرق نور المسيح في الظلمة.فيا ربّ، لا تحجب نورك عنّي، بل“أضئ عليّ بصبحك”لئلّا يبتلعني ديجور عالم الفساد.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More