اختبار قوة وحضور اللهعينة
حين تكون مكتئبًا
أنا أعترف بهذا الأمر، لقد صارعت من قبل مع الاكتئاب. في ضوء كل الشخصيات الكتابية التي مرّت عبر أوقات مظلمة قاسية من الإحباط والخوف -مثل داود، ويونان، وإيليا، وأيوب، وإرميا، وغيرهم- يبدو أن الاكتئاب هو الموضوع المشترك في مناقشات المسيحيين. لسوء الحظ، عادة ما يُنظَر له على أنه خلل أو عيب. مع أن معظم البشر يختبرون أوقاتًا من الضغط، والإرهاق، والإحباط، أو ضعف الدوافع، والتي تقود إلى نقطة الانكسار أو إلى يأس عميق. مررت بفترة طويلة من الإحساس بالخدر، والإرهاق، وبغياب الرغبة في الحياة حتى بدأت أخيرًا في التراجع قليلا، والراحة، وبدأت أرى بعض لمحات الرجاء. مثل تلك الخبرات ليست بالشيء غير المعتاد في هذا العالم الساقط.
الكتاب المقدس يتحدث لنا عن كل المواسم التي يمكن أن تمر بها النفس، وعن صرخات القلب التي تأتي من أرض كل موسم منها. واحدة من تلك الصرخات نسمعها في مزمور 77، والذي لا يكشف فقط عن حالة اليأس الإنساني، بل أيضًا عن كيف نرتد منها عائدين لموضعنا حين لا نشعر على الإطلاق بأن لدينا قدرة على العودة لطبيعتنا. الله لا يقدم علاجًا سحريًا أو حلا مناسبًا لجميع الناس. الاكتئاب مسألة معقدة، والله يساعد الناس على الخروج من تلك التعقيدات بطرق مختلفة. إلا أن هذا المزمور يقدم بعض المبادئ المشتركة بين جميع الناس. يبدأ آساف، كاتب المزمور، بالصراخ إلى الله (الآيات 1-3). ومن هنا، يمكننا أن نرى تصاعد بالغ الوضوح فيما يكتبه: من الصراخ إلى تذكر بركات الماضي (الآيات 4-6)، ثم طرح أسئلة صعبة على الله (الآيات 7-9)، ثم اختيار إعادة توجيه أفكارنا (الآيات 10-12)، واختيار رؤية الله كبيرًا، والمشكلات صغيرة (الآيات 13-18)، ثم الثقة في أن الله هو مخلصنا (الآيتان 19-20). هذا التغيير في المنظور يحافظ على أذهاننا وأرواحنا لتظل تفكر وترى الأمور بطريقة مختلفة. حين نسير عبر خطوات ومراحل هذه العملية في حياتنا، في العادة يبدأ الاكتئاب في التناقص. يمكن أن نشعر أثناء الاكتئاب وكأننا في نفق بارد مظلم دون أي نورٍ في آخره. من السهل على الذهن أن يميل للتفكير في كيف يمكن أن تسوء الأمور، وأن يستنتج أن المستقبل سوف يكون بنفس الصورة. فقط إعادة ترتيب منظورنا وتثبيته على النور بدلا من الظلمة، وعلى بركات الماضي بدلا من الوضع الراهن، وعلى الوعود بدلا من المشكلات، هي ما يمكن أن تخرجنا من هذا النفق. مثل آساف، يمكننا أن نأخذ وقتًا مستقطعًا بأذهاننا، ونختار أفكارًا مختلفة: "أَلْهَجُ بِجَمِيعِ أَفْعَالِكَ" (آية 12). هذا الاختيار الإرادي لإعادة تركيز أفكارنا على شيء مختلف، سواء كنت نشعر بالرغبة في هذا أم لا، ينقل منظورنا. وتبدأ الظلمة في الاستسلام أمام النور.
الكلمة
عن هذه الخطة
أين الله حين تتألم؟ كيف يمكنك اختباره حين تكون في وسط المشكلات؟ كيف يمكنه أن يحول التشويش والارتباك إلى وضوح وسلام؟ تبدأ الكثير من المزامير بأزمة وتنتهي بشهادة بحضور الله، وقوته، وتدبيره. حين نتعلم الحقائق الموجودة في هذه المزامير، ونتبع مثالها، يمكننا أن نقدم نفس هذه الشهادة عن حياتنا الشخصية. تأملات كتبها ق. تشيب إنجرام.
More
نود أن نشكر Living on the Edge على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://lotearabic.org/courses/experience-the-presence-of-god/