اختبار قوة وحضور اللهعينة

في الأودية المظلمة

في جزء محدد من كل عام، يُبقي الراعي خرافه في الأراضي المنخفضة التي يكون فيها المرعى جيدًا. حين يتغير الطقس، وتبدأ المراعي الخضراء الخصبة في النمو على الجبال، يقود الراعي الخراف عبر الوديان والشعاب للوصول إلى أراضٍ أكثر ارتفاعًا. هو يعرف الوجهة النهائية، ويثق أنها ستكون رائعة.

لكن الرحلة تكون خطرة قليلا. فبعض الحيوانات المفترسة تكمن منتظرة فريسة في تلك الأودية المظلمة. يمكن للخراف أن تشعر بالخوف، وتعتمد بالكامل على انتباه وقدرات راعيها. عليه أن يكون واعيًا للمخاطر والأمور المقلقة عبر الدروب التي يسير فيها، حين يمكن أن تكمن الذئاب والأسود انتظارًا لفريستها. بدون الراعي، يمكن أن يصبح الوادي مكانًا للموت. ولكن معه، يصبح الوادي فقط جزءًا من الرحلة نحو الحياة.

أشار داود لهذه المنطقة الخطرة غير المألوفة بأنها "وادي ظل الموت" (آية 4). كان متمرسًا مع الأوقات المظلمة التي يمكن أن نعبر فيها حين يمكننا بالكاد أن نفهم ما يحدث من حولنا في الحياة.

الوعد المُتَضمّن هو أن الله سوف يعبر بنا أي أزمة نواجهها، بغض النظر عن كم هي مخيفة لنا أو خطرة علينا. ليس علينا أن نخاف لأن راعينا سوف يسير معنا كل خطوة عبر الطريق.

ثقة داود في أنه "لا يخاف شرًا" هي تعبير شديد القوة. فهو يعرف كم يمكن أن يكون هذا العالم الساقط خطيرًا، ولكنه يرفض الاستسلام للخوف. وببساطة وبجرأة يثق في الله، وفي أنه سيعرف بشأن أي حيوان مفترس محتمل، أو كارثة طبيعية، أو خطر ممكن، وينتبه له. عصا قوة الراعي، وعكازه الذي يقوّم ويصحح الطريق، سوف يعزيانه حتى في وسط أحلك الظروف.

حين تكون هناك أمورٌ غير يقينية في حياتك، وحين تهددك المخاطر، وحين تحتمل وطأة الفترات الانتقالية، ارفض الاستسلام للخوف. تعلم من هذه الإعلانات التي أعلنها داود. الحياة بلا خوف هي اختيار مشروع وممكن لنا لأن الراعي يقودنا حتى عبر أحلك الأودية ظلمة. ولكن علينا أن نختاره. حين نسير عبر الأودية المظلمة في الحياة خطوة خطوة مع راعينا، فسوف يتمم وعده لنا بأن يعبرها معنا.