الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة
دعوى قضائية للرب (هوشع 2: 1-23)
بعدَ هذهِ الروايةِ المتوازنةِ لخبراتهِ العائليَّةِ المبكِّرةِ، انتقلَ هوشعُ إلى أوَّلِ دعوى قضائيَّةٍ للربِّ في سفرِهِ، وذلكَ في 2: 2-23. كما نتوقَّعُ عادةً منَ الدعاوى القضائيَّةِ النبويَّةِ، في 2: 2-13، يعلِنُ الربُّ في محكمةِ السماءِ أنَّ إسرائيلَ الشماليَّةَ سوفَ تتألَّمُ منْ لعناتِهِ. وعلى مثال جُومَرَ وعبادتِها عنْ طريقِ الزنى، كانَ الإسرائيليُّونَ غيرَ أوفياءَ للربِّ، وكانَ الربُّ مزمعًا أنْ يُنزِلَ بهِمْ لعنةً منْ خلالِ قيامِ الإمبراطوريَّةِ الأشوريَّةِ. لكنْ على خلافِ معظمِ الدعاوى القضائيَّةِ السمائيَّةِ، لمْ تنتهِ هذهِ الدعوى القضائيَّةُ بلعناتٍ منْ قِبَلِ الرَّبِّ. بلْ على العكسِ، في الأعدادِ 14-23 تكلَّمَ الرَّبُّ أيضًا عنْ بركاتٍ سوفَ تأتي بعدَ القضاءِ ضدَّ إسرائيلَ.
انظر لكلماتِ الرَّبِّ الممتلئةِ بالرجاءِ في 2: 18:
وأقطَعُ لهُمْ عَهدًا في ذلكَ اليومِ مع حَيَوانِ البَرّيَّةِ وطُيورِ السماءِ ودَبّاباتِ الأرضِ، وأكسِرُ القَوْسَ والسَّيفَ والحَربَ مِنَ الأرضِ، وأجعَلُهُمْ يَضطَجِعونَ آمِنينَ.
هنا نرى أنَّ الرَّبَّ عبَّرَ عنْ يقينٍ في مستقبلٍ عظيمٍ بعدَ القضاءِ وذلكَ منْ خلالِ الوعدِ بقطعِ عهدٍ معَ إسرائيلَ – عهدٌ تنبَّأَ بهِ أيضًا الأنبياءُ المتأخِّرونَ. إرميا 31: 31 تتحدَّثُ عنْ هذا العهدِ على أنَّهُ "عهدٌ جديدٌ." 54: 10، وحزقيالُ 34: 25 و37: 26 تشيرُ كلُّها إليهِ على أنَّهُ "عهدُ سلامٍ." هنا، تركِّزُ نبوَّةُ هوشعَ على الكيفيَّةِ التي بها ستستردُّ بركاتُ الرَّبِّ الطبيعةَ – "حَيَوانِ البَرّيَّةِ وطُيورِ السماءِ ودَبّاباتِ الأرضِ." ووعَدَ الرَّبُّ بتوقُّفِ العنفِ منْ قِبَلِ أشورَ. فهوَ سوفَ "يكسِرُ القَوْسَ والسَّيفَ والحَربَ مِنَ الأرضِ." وإسرائيلُ سوفَ "يَضطَجِعونَ آمِنينَ."
الكلمة
عن هذه الخطة
خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟
More
http://arabic.thirdmill.org/