الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة
نداءات الرب التحذيرية (هوشع 5: 1-15)
في القسمِ الأوَّلِ منْ سفرِهِ، أكَّدَ هوشعُ على الرجاءِ في أنَّهُ بعدَ فترةٍ منَ القضاءِ سيسكبُ الرَّبُّ بركاتٍ عظيمةً على إسرائيلَ ويهوذا. وأوضَحَ أنَّ هذا سوفَ يحدثُ "في الأيَّامِ الأخيرةِ". لكنْ لأنَّ شعبَ الرَّبِّ استمرَّ في تمرُّدهِ بقيَ قضاءُ الرَّبِّ عليهِمْ لأكثرِ منْ 700 سنةٍ. ولكنْ، على الرغمِ منْ تأديبِ الرَّبِّ الذي امتدَّ، لمْ يتخلَّ يسوعُ ورُسُلهُ في القرنِ الأوَّلِ أبدًا عنْ نبوَّاتِ هوشعَ الممتلئةِ بالرجاءِ عنِ الأيَّامِ الأخيرةِ. بلْ، مرَّةً أخرى، قامَ كُتَّابُ العهدِ الجديدِ بتعريفِ كلِّ عصرِ العهدِ الجديدِ – أي عصرِ الكنيسةِ المسيحيَّةِ – على أنَّها "الأيَّامُ الأخيرةُ"، مستخدمينَ في ذلكَ المصطلحَ اليونانيَّ اسخاتوس. هذا هوَ المصطلحُ الذي حصلنا منْ خلالهِ على التعبيرِ اللاهوتيِّ "اسخاتولوجيٌّ". ببساطةٍ، علَّمَ كُتَّابُ العهدِ الجديدِ أنَّ يسوعَ هوَ ابنُ داودَ الأعظمُ الذي يحقِّقُ نبوَّاتِ هوشعَ عنِ الاسخاتولوجيِّ أو الأيَّامِ “الأخيرةِ”.
يعلِّمنا العهدُ الجديدُ أيضًا أنَّ بركاتِ الرَّبِّ في الأيَّامِ الأخيرةِ لعروسهِ ستتكشَّفُ على ثلاثِ مراحلَ. المرحلةُ الأولى كانتْ تأسيسَ ملكوتِ المسيحِ عندما وضعَ يسوعُ أساسَ الكنيسةِ في مجيئهِ الأوَّلِ وفي خدماتِ رُسُلِهِ وأنبيائِهِ. المرحلةُ الثانيةُ هيَ استمراريَّةُ ملكوتِ المسيحِ عبرَ تاريخِ الكنيسةِ. والمرحلةُ الثالثةُ سوفَ تكونُ الاكتمالَ النهائيَّ للملكوتِ عندما يعودُ المسيحُ في المجدِ ويصنعُ كلَّ شيءٍ جديدًا.
كأتباع ِالمسيحِ، يجبُ أنْ نطبِّقَ نبوَّاتِ هوشعَ المبكِّرةِ عنِ القضاءِ والرجاءِ في ضوءِ هذهِ المراحلِ الثلاثِ لملكوتِ المسيحِ.
إنَّ أناجيلَ العهدِ الجديدِ تؤكِّدُ أنَّ يسوعَ بنفسِهِ في أثناءِ خدمتهِ الأرضيَّةِ، بدأَ بتحقيقِ الرجاءِ الواردِ في سِفرِ هوشعَ الخاصِّ بالأيَّامِ الأخيرةِ لعروسِ الرَّبِّ لقدْ دعا يسوعُ ما تبقَّى منْ أتباعِ ملكوتِ اللهِ منْ يهوذا، ولكنَّهُ أيضًا جمعَ أتباعًا منْ إسرائيلَ الشماليَّةِ، خاصَّةً منْ حولَ منطقةِ بحرِ الجليلِ. وبتأسيسِ كنيستهِ منْ خلالِ أتباعٍ أمناءَ منْ كلتا المنطقتينِ، بدأَ يسوعُ في إعادةِ توحيدِ إسرائيلَ ويهوذا تحتَ حُكمِهِ باعتبارِهِ ابنَ داودَ.
وأكثرُ منْ ذلكَ، الإرساليَّةُ التي أسَّسها يسوعُ لرُسُلِهِ وأنبيائِهِ في أعمالِ الرسلِ 1: 8 تتَّفقُ معَ توقُّعاتِ هوشعَ عنِ الأيَّامِ الأخيرةِ. إنَّ إعادةَ توحيدِ المسيحِ لإسرائيلَ ويهوذا تحتَ بيتِ داودَ كانَ فقط جزءًا في خطَّةِ الرَّبِّ. لتحقيقِ هدفِ الرَّبِّ الأعظمِ للأيَّامِ الأخيرةِ، كانَ على رُسُلِ يسوعَ أنْ يكونوا شهودًا لهُ، ليسَ فقط في أراضي إسرائيلَ ويهوذا، ولكنْ أيضًا "إلى أقصى الأرضِ.
الكلمة
عن هذه الخطة
خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟
More
http://arabic.thirdmill.org/