الحكمة النبويّة لسفر هوشععينة
دعوى قضائية للرب (هوشع 4: 1-19)
في الإصحاحاتِ الثلاثةِ الأولى لسِفرِ هوشعَ، ترمُزُ قصَّةُ زواجِ هوشعَ منْ جومرَ إلى علاقةِ الرَّبِّ بشعبِ العهدِ القديمِ، إسرائيلَ ويهوذا. كانَ هوشعُ وجومرُ مرتبطينِ معًا بـعهدِ زواجِهِما، والربُّ وشعبُهُ مرتبطانِ معًا بالعهدِ الإلهيِّ. كسرتْ جومرُ عهدَها معَ هوشعَ؛ وإسرائيلُ ويهوذا كسرا عهدَهُما معَ الرَّبِّ. جدَّدَ هوشعُ حبَّهُ وعهدَ زواجَهُ بجومرَ؛ والرَّبُّ وعدَ بتجديدِ حبِّهِ وعهدهِ معَ شعبِهِ في الأيَّامِ الأخيرةِ. هذهِ التوازياتُ قارنتْ عن عمدٍ علاقةَ الرَّبِّ بإسرائيلَ ويهوذا بزواجٍ بشريٍّ.
أشارَ أنبياءٌ آخرونَ أيضًا إلى علاقةِ الرَّبِّ بإسرائيلَ ويهوذا على أنَّها زواجٌ عبرَ مجازاتٍ متشابهةٍ حتَّى وإنْ كانتْ بشكلٍ أقلَّ تشخيصًا. نرى هذا في مقاطعَ مثلِ إشعياءَ 62: 5 وإرميا 2: 2 و32، 31: 32.
يقومُ العهدُ الجديدُ بالبناءِ على هذا الموضوعِ في العهدِ القديمِ بالحديثِ عنِ الكنيسةِ على أنَّها عروسُ المسيحِ، تمامًا مثلُ هوشعَ الذي قدَّمَ الرَّبَّ كزوجِ إسرائيلَ ويهوذا. هذا المجازُ يظهرُ في مقاطعَ مثلِ 2 كورنثوس 11: 2، أفسسَ 5: 25-33، الرؤيا 19: 7، 21: 2، 9.
منظورُ العهدِ الجديدِ هذا يعكسُ حقيقةَ أنَّ الكنيسةَ المسيحيَّةَ نَشَأتْ منْ شعبِ الرَّبِّ في العهدِ القديمِ عبرَ التاريخِ الكتابيِّ كانَ للرَّبِّ عروسٌ واحدةٌ فقط. وهكذا فإنَّ علاقةَ المسيحِ بالكنيسةِ المسيحيَّةِ ليستْ حديثةً كلِّيًّا. بلْ بالأحرى، هي امتدادٌ لعلاقةِ الرَّبِّ معَ شعبِهِ في العهدِ القديمِ. بكلِّ تأكيدٍ هناك أممٌ أكثرُ بكثيرٍ في كنيسةِ العهدِ الجديدِ. لكنَّ كُتَّابَ العهدِ الجديدِ أوضحوا أنَّهُ حتَّى في العهدِ القديمِ، كانَ يمكِنُ للأممِ أنْ يصبحوا جزءًا منْ شعبِ الرَّبِّ عنْ طريقِ تبنِّيهِمْ أو تطعيمِهِمْ في عائلةِ إبراهيمَ. لهذا السببِ، تنطبقُ إعلاناتُ هوشعَ عنْ عروسِ الرَّبِّ في العهدِ القديمِ، إسرائيلَ ويهوذا، علينا كعروسِ المسيحِ، أيًّا كانَ انتماؤنا العرقيُّ الأصليُّ.
الكلمة
عن هذه الخطة
خدم النبي هوشع في وقت من أصعب أوقات تاريخ إسرائيل. وقد دعا الله هوشع، في وسط هذه الصراعات، ليتكلّم بالحكمة لشعبه. فماذا قال لهم هوشع؟ وما الذي نتعلّمه من حكمته اليوم؟
More
http://arabic.thirdmill.org/