غيّر حياتك: في العام الجديدعينة

365 يوماً من حياة التسليم و التأمل

بداية العام هي اللحظة المثالية للتفكير والتأمل، لفهم أسباب امتناننا وتحقيق النمو في العام القادم.

أثناء التأمل، قد تتم إعادة إحياء مشاعر مؤلمة فينا. بدلاً من إخفاء هذه المشاعر أو السماح لها بخلق الحزن او الغضب، يمكننا اختيار حرية الغفران. والخطوة الأولى نحو المغفرة تبدأ بالتسليم.

كلمة "التسليم" قد تكون واحدة من تلك الكلمات التي تثير الحساسية لدى الناس، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتسامح. عادة ما نربط تلك الكلمة بالاستسلام للخسارة، أي التنازل عن المبادئ والسماح للآخر بالانتصار. ولكن عندما نستسلم لإرادة الله، نستطيع أن ننظر إلى هذا المفهوم بطريقة مختلفة.

مع الله، التسليم يعني أن نكون منفتحين على حياتنا – حتى جرحنا وآلامنا حتى يتمكن الله من شفاءنا منها. فهو مليئ بالحب والرحمة والرأفة لكل واحد منا. لا يجب علينا أن نخاف من تسليم آلامنا لله لأننا نستطيع أن نثق فيه بأنه حنون ويتعامل مع قلوبنا بعناية. 

يمكننا أيضًا أن نثق في أن الله عادل. من الطبيعي بالنسبة لنا أن نرغب في رؤية شخص ما يدفع عواقب أفعاله. حتى الله لديه غضب عادل تجاه الخطية والظلم. ولكن علينا أن نقبل أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يحكم على قلب الإنسان. لا يمكننا أن نقرر ما إذا كان شخص ما سينال العقاب أو النعمة، والتمسك بحاجتنا إلى الانتقام لن يتركنا إلا للغضب.

إذا أردنا أن نعيش في سلام هذا العام، علينا أن نسلم غضبنا وكبرياؤنا لله ونركز على قلوبنا. يجب علينا أن نتخذ القرار الواعي بتقديم ألمنا ورغبتنا في التحكم إلى رحمة الله ونطلب منه أن يعمل فينا. علينا أن نعترف بأننا بحاجة إلى مساعدته. 

بصفتنا أتباع المسيح، الغفران هو شيء نمارسه يومياً - حتى عندما لا نرغب في فعل ذلك. في بعض الأحيان، عندما نعمل على الغفران، يجب علينا أن نسلم نفس الألم لله مرارًا وتكرارًا. عندما تتأجج المشاعر القديمة، نقوم بالغفران مرة بعد مرة حتى لا يزعجنا ذلك بعد الآن. بفضل نعمة الله، يمكن أن يُغفر لكل شيء. 

الغفران لا يعني أن ما حدث هو أمرٌ مقبول. لا يعني أننا نسمح للأشخاص بمواصلة إيذائنا. ولا يعني بالضرورة أن يكون لدينا محادثة وجهاً لوجه مع الشخص - فلا يجب حتى أن يكون الشخص على قيد الحياة أن نسامحه لأن الأمر لا يتعلق به.. إنها اعتراف في لحظة بيننا وبين الله. إنها عن دعوته ليدخل فينا حتى يشفي قلوبنا.

لا تحمل الإساءات و الجروح من العام الماضي إلى العام القادم. إذا كان هناك شيء تحتاج إلى أن تغفره، فقم بأخذ لحظة للصلاة وتسليمه لله. قل له أنك بحاجة إلى مساعدته وأنك تثق به في النتائج.