راعوث، قصه فِداءعينة

بعيد عن البيت

هل تسالت يوماً إذا كان الرب يعمل في حياتك؟ لقد حدث هذا معي عدة مرات ثم تذكرت سفر راعوث. فنحن لانرى معجزات او تدخلات إلهيه من السماء، لكن نرى مهاره الله في قيادته لامرأتين يسيران طريق رد النفس و الإثمار.

سفر راعوث يبدأ بروايه عائله تعيش في بيت لحم. فهم يسكنوا في مدينه تعرف باسم بيت الخبز لكن رغم ذلك كانت مدينة تعانى من مجاعة. كاتب السفر لم يخبرنا كثيرا عن ظروف هذه العائلة، يبدأ مباشرة بسفرهم الى أرض موآب. كانت موآب منذ زمن واحدة من الامم المعروفة بالنجاسة. رغم معرفه اليمالك بأن موآب هى أمة مليئة بالخطايا لكنه اقتلع عائلته من مدينه بيت الخبز للسفر الى هناك.

بمجرد البدء فى القراءة فى الاصحاح الاول نجد ان هناك تطبيق فعال لحياتنا. فحينما نواجه أوقات صعبة، فلا يجب ان نتكل على المفاهيم الانسانيه او نسلك الطرق السهلة للخروج، يجب ان نطلب الله لأجل أهدافة. اليمالك لم يثق فى الرب او يسال مشيئته. لكن بدلاً من ذلك، اختار ان يقتلع عائلته من المكان الذي سكن به شعب الله ليعيش في أمة شريرة ليس بها مكان لعبادة الرب ولا شركة مع المؤمنين.

لسخرية القدر، رحل اليمالك ليهرب من الموت، مع ذلك كان الموت هو ما وجده هو و أولادة في خلال عقد من الزمان. قراره السيئ لم يؤثر بالسلب فقط عليه، لكن اثر ايضا على العائلة كلها. يجب ان ندرك ان القرارات التى نتخذها فى حياتنا تؤثر على الاخرين.

بمجرد ان قرر اليمالك البعد عن مشيئة الله، فقد القدرة على تميز الخطأ من الصواب. فسمح لأولاده ان يتزوجوا من امرأتان موآبيتان لا يعرفوا الرب وسمح لهم بزواج غير متكافئ. نتيجه لقرار سيئ واحد، قاد اليمالك عائلته لمزيد من البعد عن امور الله. من المهم لك ولى ان نسعى نحو مشيئه الله عن عمل ما نظنه الافضل. قرار واحد سيئ يقود الى سلسة من القرارات السيئة.

الخبر السار هو ان الرب صالح ويرد نفوسنا. فنحن لا نرى عائلة قد تم تدميرها بقرار واحد. الرب لم ينهى عمله بعد.

كأولاد الله لدينا فرصه فريدة لمعرفة مشيئته وللعيش تحت ظل سيادته. تأتي أوقات في حياتنا حين تضرب العواصف. فى هذه الأوقات يمكننا إما ان نطلب مشيئته، او نتكل على فهمنا الشخصى ونتخذ القرارات التى نظنها الافضل. في النهاية، خطة الله لنا هى الافضل من خطتنا.