غمر الفرحعينة

كل شئ أعرفه عن الزراعه قد تعلمته من الدي الذي نشأ في مزرعه عائلته قبل الحرب العالمية الثانية. كان ابي مولع بحب الارض وما تأتي به من ثمار. وكانت اسعد لحظاته يقضيها في حفر التربه, غرس البذور في الربيع وتنظيف التربه من الحشائش التي تنمو وتحترق من اشعه الشمس الحاره في فصل الصيف ثم يستمتع بحصاد ما اشترك هو والله في إنمائه معا!

هذا ما تعلمته من والدي: اذا زرعت بذور الخيار الاخضر فسوف تحصد الخيار الاخضر اللامع. بذور الخيار الأخضر لن تنتج البصل مثلا...او الكرافس...او الذرة. اذا زرعت بصيلات زهرة التوليب الجميله فأنك سوف تجني حزمه من ازهار التوليب الرائعه. بصيلات التوليب ابدا لن تنبت نباتات الزيناس او اي اشجار خضراء او نباتات اخري. انت دائما ستحصد ما زرعت. البذور كل ما يمكنها فعله هو انتاج ما هو محدد داخل شفرتها الجينية.

وهذه هي الحقيقة في مملكه الحيوان فالقطط مثلا تلد قطط صغيره فلا يمكنها ان تلد الافيال مثلا او حيتان او حتي الخنازير..فقط القطط تلد قطط. فالحيوانات والبشر والحشرات يمكنها فقط انتاج ما هو محدد بالشفرات الجينية الخاصه بهم.

ومع ذلك, في ملكوت الله, هناك استثناء لهذا القانون الذي لا يمكن الجدل فيه في علم الوراثة. في حديقه الله, عندما تزرع بالدموع, انت دائما تحصد بالابتهاج والفرح! لو كنت تبكي علي سريرك كل ليله قبل النوم وانت تعيد ذكريات الحزن والاكتئاب وخيبه الامل... لا تستسلم! الفرح في الطريق اليك! دموعك اخصبت بذار الفرح التي يزرعها الله في حديقة حياتك.

هؤلاء الذين زرعوا دموع الحزن والاحباط لديهم القدر العظيم من الفرح

الفرح ليس معناه استحاله تعرضك لجَرح عاطفي عميق او الالم لكنه هو اليقين في ملكوت الله. وهو ان الله لن ولم ينساك ولكن يسره ان يكون شريكا معك في غمر الفرح! فاسواء لحظات حياتك يمكن ان تنتج افضل واروع النتائج.