قانون إيمان الرسل - الروح القدسعينة
اليوم 04: أعمال الروح القدس تثبت ألوهيته – 2 بطرس 1: 20-21
يقوم الروح القدس بالعديد من الأعمال التي يشير الكتاب المقدس إلى أنها مناسبة لله وحده، وتعرض قدرته وصفاته الإلهية. على سبيل المثال، هو يخلق حياة جديدة عندما يجدّد أرواحنا، كما نقرأ في رومية 8: 11. إنه مَنفَذُنا إلى الآب، كما نتعلم من أفسس 2: 18. يطبق الخلاص علينا، كما نتعلم في رومية 5–8. تعود له القدرة في معجزات الأنبياء، وحتى في معجزات ربنا يسوع، كما نرى في فقرات مثل رومية 15: 4 و19. ورغم أن قائمة أعمال الروح القدس تكاد لا تنتهي، دعونا نركز انتباهنا على مثالين بارزين بهدف التوضيح.
أولاً، أوحى الروح القدس بكتابة الأسفار المقدسة، التي هي كلمة الله نفسه. فعندما نُدرك أن كلمة الروح القدس هي كلمة الله، فإننا نقرّ بأن الروح القدس هو الله نفسه. ونجد هذه الفكرة في متى 10: 20، يوحنا 3: 34، أعمال الرسل 1: 16 و4: 31، وأفسس 6: 17. وكمثال واحد، تأمل كلمات بطرس في 1 بطرس 1: 20-21:
كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ. لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. (2 بطرس 1: 20-21)
علّم بطرس في هذه الفقرة، أنه حتى نكون مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، يجب أن نتكلم كلاماً من عند الله. إن الأسفار المقدسة هي كلمة الله لأن الله أوحى ونطق بها، بالتحديد، الروح القدس الذي هو الأقنوم الثالث لله.
وكمثال آخر، يُظهِر عمل الروح القدس كمعزّي بأنه إله. حيث أشار يسوع إلى الروح القدس في يوحنا 14-16، كالمعزّي الذي يقوم بأمور مثل إعلان الحقيقة، تبكيت العالم على الخطيّة والشهادة ليسوع. ورغم أن الأمر قد يبدو غريباً في البداية، فإن هذه الخدمة تجعل الروح القدس مهماً أكثر حتى من الحضور الأرضي المباشر ليسوع نفسه. كما قال يسوع في يوحنا 16: 7:
لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ. لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي. وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. (يوحنا 16: 7)
تأمل قليلاً بهذه المسألة. فكما أعلن يسوع نفسه، الكنيسة من خلال حضور الروح القدس فيها، في وضع أفضل من حضور يسوعَ الجسديْ المباشرْ. لكن كائناً مخلوقاً، محدوداً لا يمكنه أبداً أن يتفوق على بركة الحضور الجسدي ليسوع على الأرض. وبالتالي، لكي يكون الروحُ القدسُ أكثر فائدةً لنا من اللهِ الابنِ، لا بد أن يكون هذا الروحُ هو الله نفسه.
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org