قانون إيمان الرسل - الروح القدسعينة
اليوم 03: الصفات الالهية للروح القدس – التكوين 1: 1-3
تكلم اللاهوتيون المسيحيون عن الله بشكل تقليدي، كما لو أن له نوعين مُميَّزين من الصفات: صفات قابلة للنقل وصفات غير قابلة للنقل. فمن جهة، إن لله صفات قابلة للنقل، يمكن "نقلها" أو "مشاركتها" مع خليقته بطريقة ما.
على سبيل المثال، يمتلك الله صفة المنطق، التي ينقلها أو يتشارك بها مع البشر. حيث لا يُدرك البشر كمخلوقات محدودة، منطق الله بالكامل. لكن مازلنا قادرين على التفكير بطرق منطقية. وبالطبع، هذا لا يعني أننا آلهة. إنما يعني ببساطة أننا خُلقنا من قِبَلِ إله عاقل، نقل إلينا قدراً من صفاته المنطقية. حيث أن منطقنا مُستمَدٌ من منطقه، ونحن نعكس صفاته المنطقية لأننا مخلوقاته.
إن المحبة صفة أخرى لله يمكن نقلها. ويعلّم العديد من الأسفار المقدسة أن محبتنا للناس وحتى لله مُستَمدَةٌ من صفة الله في المحبة. ونرى هذا في غلاطية 5: 2، أفسس 5: 1، 2 تيموثاوس 1: 7، و1 يوحنا 4: 7-21. لكن يمتلك الله أيضاً صفات غير قابلة للنقل، أي صفات بطبيعتها لا يمكن المشاركة بها مع خليقته.
إن صفات الله غير القابلة للنقل الأكثر ألفة، هي أمور مثل علمه بكل شيء، أي نباهته، معرفته، وحكمته غير المحدودة. قدرته على كل شيء، أي قدرته غير المحدودة؛ وجوده في كل مكان، أي وجوده في كل مكان في وقت واحد. وأزليّته، أي وجوده الذاتي الدائم غير المنقطع. ولأن صفات الله غير القابلة للنقل تنتمي له فقط، يمكننا أن نبرهن أن الروح القدس هو الله، بإظهار أنه يمتلك صفة أو أكثر من تلك الصفات. وبينما نستقصي الأسفار المقدسة، نجد أنه في الواقع يمتلكها كلها. تأمل أولاً في علم الروح القدس بكل شيء.
تقول الأسفار المقدسة أن الروح القدس يعرف فكر الله بشكل كامل. ونجد هذه الفكرة في أفسس 1: 17 و1 كورنثوس 2: 10-11. وبالطبع، إن فكر الله غير محدود، ويتطلب عقلاً غير محدود ليعرفه بشكل كامل. ومع قدرة الروح القدس على فهم فكر الله الكلي المعرفة، تم إثبات أن الروح القدس نفسه كلي المعرفة. ولأنه كلي المعرفة، فلا بد أن يكون الله أيضاً.
كما تم إثبات أن الروح القدس هو الله أيضاً، من خلال قدرته على كل شيء. حيث أن قدرته هي قدرة الله غير المحدودة.
يتحدث العديد من فقرات الأسفار المقدسة عن قدرة الروح القدس، مثل 1 صموئيل 10: 6، رومية 15: 19، 1 كورنثوس 12: 11، و1 تسالونيكي 1: 5. تأمل في ارتباط الروح القدس بقدرة الله في تكوين 1: 1–3:
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَقَالَ اللهُ لِيَكُنْ نُورٌ فَكَانَ نُورٌ. (تكوين 1: 1–3)
كما سبق وذكرنا، تشير الإشارات إلى الله في العهد القديم عادة، إلى الثالوث بأكمله. لكن قد نرى أيضاً تشديداً على أقنوم أو آخر، حسب اللغة والسياق. وقد تم التشديد في هذه الحالة، على أقنوم الروح القدس بصفته روح الله. وبالتالي، تم عمل خَلْق النور بواسطة الروح القدس. وينطبق الشيء نفسه على كل شيء خلقه الله في هذا الفصل. لكن حتى يكون للروح القدس قدرة كلية على كل شيء كهذه، وحتى يخلق شيئاً من العدم، لا بد أن يكون إلهاً كاملاً.
إن إحدى الصفات الأخرى غير القابلة للنقل والمنسوبة للروح القدس، هي وجوده في كل مكان. تُعلّمنا فقرات مثل مزمور 139: 7-10 أن الروح القدس موجود خلال كل جزء من خليقته، من مرتفعات السماء إلى أعماق البحر.
كما أن للروح القدس أيضاً صفة الأزلية. يشير عبرانيين 9: 14 إلى الروح القدس "كروح أزلي"، أي أنه كان موجوداً دائماً، وسيكون موجوداً للأبد.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org