معجزات يسوععينة

اشباع الخمسة آلاف

هذه المعجزة هي احدى اهم المعجزات التي صنعها الرب يسوع. حتى انها سجلت في الأربع اناجيل ـ متى، مرقس، لوقا، ويوحنا. قبل الدخول في هذه المعجزة، نحن بحاجة ان نفهم ما حدث وقتها واحزن قلب يسوع. 

يوحنا المعمدان، قريب يسوع ومن قام “بإعداد الطريق ” له، كان قد قتل حينها. حينما سمع يسوع هذا الخبر السيء، انصرف الى موضع خلاء منفردا. لكن كالمعتاد، حين سمعت الجموع انه قريب، تبعوه مشاة من المدن. نرى هنا انه حتى في وقت حزنه، الا انه حين ابصر جمعاً كثيراً فتحنن عليهم وشفى مرضاهم.

يخبرنا الرسول متى في انجيله ان الجموع بقيت اليوم كله حتى المساء. فتقدم اليه تلاميذه قائلين “...«الموضع خلاء والوقت قد مضى. اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى ويبتاعوا لهم طعاما». (متى 14: 15 ترجمة فاندايك). لكن يسوع طلب منهم: «لا حاجة لهم ان يمضوا. اعطوهم أنتم ليأكلوا. فأجابوه ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة وسمكتان. 

فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك هذه الكمية الصغيرة المقدمة. ثم كسر واعطى الارغفة للتلاميذ ليوزعوها. حين تقرأ نرى ان الجموع لم تحصل على نصيب واحد للمساعدة فقط ـ لكن الجمع اكل وشبع. والجزء الأكثر عمقاً هنا، ان ما فضل من الطعام. حين بدأوا كانت كمية صغيرة وانتهت بالكثير المتبقي للتلاميذ. 

بحسب ما جاء في متى 14: 21، ان الجمع كانوا نحو خمسة الاف رجل الذين اكلوا. يقول المفسرون ان من الاغلب ان هذا العدد لم يشمل النساء والأطفال. لذلك فمن المحتمل ان الجموع كان يتراوح عددها ما بين 15000 الى 20000 فرد ـ وربما أكثر.

درس اليوم: كن معطي  
في هذه القصة، نرى ان التلاميذ اعلنوا ان كمية الطعام المتوفرة لا تكفي كل هؤلاء الجمع. واحده من اهم الأفكار التي توصل اليها المفسرون، ان المعجزة لم تحدث الا حين بدأ التلاميذ في توزيع الطعام. قد يكونوا ربما يفضلون ان يروا طاولة كبيرة كي تزول شكوكهم. لكن، ليس هذا ما خطط له يسوع. لقد أراد ان يزيد من ايمانهم.

وهكذا نحن ايضاً غالباً ما يكون هذا رد فعلنا على ما نعطيه. نريد ان نحسب ما لدينا من مال اولاً ثم نقول، “ليست لدي المقدرة ان اعطي.” ثم، ننتظر حتى يكون لدينا ما يكفي، وبالتالي تكون النتيجة اننا لا نشارك في العطاء أو في احداث فرق في كنائسنا، او مجتمعاتنا، او في حياة الناس.

كل منا لديه شيء مميز يحدث به فرق. فالطفل الصغير لم يكن لديه اكثر من خمسة ارغفة وسمكتين، لكنه اعطى كل ما لديه، انظر الى ما فعله يسوع بهم. نحن كذلك علينا ان نحضر ما لدينا الى يسوع، واثقين انه سيضاعفها من اجل أهدافه. دعونا لا ننتظر ونفكر هل لدينا ما يكفي.