أبونا إبراهيمعينة

أبونا إبراهيم

يوم 10 من إجمالي 10

  اليوم 10: المسيح باعتباره نسل ابراهيم – غلاطية: 3: 1 - 18

بعد أن ناقشنا فردية نسل إبراهيم، يجب أن ننتقل الآن إلى التعليم بأن المسيح هو نسل إبراهيم. اصغِ ثانية إلى ما قاله الرسول بولس في غلاطية 3: 16:

‎ وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. (غلاطية 3: 16).

لم يلفت بولس الانتباه في هذه الفقرة إلى حقيقةِ أن نسل إبراهيم كان بصيغة المفرد فحسب، بل إلى أن النسل الوحيد لإبراهيم هو المسيح. لكن كما رأينا سابقاً، بالنسبة للمعنى الأصلي لسفر التكوين، فإن نسل إبراهيم الوحيد والذي كتب عنه موسى هو إسحاق، ابن الوعد الخاص والمولود من سارة. كيف نفهم بولس إذاً عندما كتب أن نسل إبراهيم الوحيد هو يسوع؟

انظر إلى الأمر بهذه الطريقة. كان ميراث إبراهيم ميراثاً عائلياً ينتمي لأنساله. ولكن اختار الله، في عدد من النقاط الحاسمة في تاريخ الكتاب المقدس، عدة شخصيات رئيسية ليكونوا بمثابة ورثة خاصين، حصلوا على ميراث إبراهيم ووزعوه على الآخرين. ففي حالة إسحاق، كان إسحاق النسل الخاص المتميز عن أبناء إبراهيم الآخرين. وعندما وُلِدَ ابنا إسحاق، يعقوب وعيسو، اختار الله يعقوب ليكون النسل الخاص لإبراهيم واستثنى عيسو وأنساله. وأتى من يعقوب رؤساء الآباء الاثنا عَشَر لأسباط إسرائيل. لكن كان بين أسباط إسرائيل، عدة شخصيات هم بمثابة ورثةٍ خاصين لإبراهيم. حيث كان موسى على سبيل المثال قائداً ووسيطاً بين الله والشعب عندما انتقل بنو إسرائيل من مصر إلى أرض الموعد. وفي وقت لاحق، عندما أصبحت إسرائيل إمبراطورية متنامية، قام داود وأبناؤه بدور خاص كوسطاء في ميراث إبراهيم.

إن هذا الدور الخاص لداود وأبنائه دفع بولس للإشارة إلى المسيح على أنه نسل إبراهيم العظيم الأخير، لأن يسوع هو الوريث الشرعي لعرش داود، حيث اختاره الله ليكون الملك الأزلي لشعبه. إنه نسل إبراهيم الملوكي الأزلي العظيم، أي المسيّْا. ولهذا السبب، فإن المسيح هو الشخص الوحيد الذي يمكن لأي فرد أن يشارك بواسطته في ميراث إبراهيم. ولن يحصل أي شخص منفصل عن المسيح على وعود إبراهيم.

وهكذا، يُمكنُنَا تلخيصُ علاقةُ المسيح بالنسبةِ لإبراهيم بالطريقةِ التالية. إن المسيحَ، من وجهةِ النظرِ المسيحيةِ، هو نسلُ إبراهيم الفريد والنهائي. وكمسيحيين، عندما نَوَدُ تطبيقَ حياةَ إبراهيم على عالمِنا المعاصر، يجب أن نتذكرَ دائماً أن الرابط بين إبراهيم وعالمنِا هو انتقالُ بركاتِ إبراهيم العظيمة إلى المسيح عندما أسسَ ملكوتَه، وبينما يستمرُ في بناءِ ملكوتِه الآن، وعندما يحقّقُ اكتمالَ ملكوتِهِ.

يعلّم العهد الجديد أن المسيح يحصل على ميراث إبراهيم ويوزعه في ثلاث مراحل رئيسية. أولاً، في تأسيس ملكوته الذي حدث عند مجيئه الأول. ثانياً، في استمرارية ملكوته الذي يمتد في كل التاريخ بعد مجيئه الأول وقبل مجيئه الثاني. وثالثاً، عند اكتمال ملكوته في مجيئه الثاني المجيد. وهو يستمر في الحصول على ميراث إبراهيم وتوزيعه بمعايير متزايدة، بينما يملك على الجميع عن يمين الله الآب. وسيحصل يوماً ما، على ميراث إبراهيم ويوزعه كاملاً عندما يعود ثانية في المجد.

باختصارٍ، من المهمِ أن ندركَ أنه في غلاطية 3: 16 لَخَّصَ بولس في بضعِ كلماتٍ وجهةَ نظرٍ لاهوتيةٍ معقدةٍ نوعاً ما. فعندما قالَ بولس أن الوعدَ كان لإبراهيم ولنسلِهِ المفرد، ثم حدّدَ أن ذلكَ النسلُ هو المسيح، فإنه لم يقل أن كلمةُ نسل في سفرِ التكوين تُشيرُ إلى المسيحِ بشكلٍ مباشرٍ. بدلاً من ذلكَ، تحدثَ بولس بطريقةٍ مختصرةٍ لعلمِ تفسير الرموز بين إسحاق والمسيح. ولكي نعرضَ القضيةُ بطريقةٍ كاملةٍ، يمكننا صياغتُها على هذا النحو: مثلما كان إسحاق الوريثَ الرئيسيّ لإبراهيم في جيلِهِ، فإن المسيح هو أعظمُ أبناءُ إبراهيم، والوريثُ الرئيسيّ لإبراهيم في زمنِ العهد الجديد.

يوم 9

عن هذه الخطة

أبونا إبراهيم

ينظر المسيحيون، والمسلمون، واليهود جميعا إلى أبونا إبراهيم كأب لمعتقداتهم. ولكن تستخلص هذه الديانات استنتاجات مختلفة جدا حول سيرته الذاتية. تبحث هذه السلسلة في قصة حياة إبراهيم في سفر التكوين من وجهة نظر مسيحية واضحة من أجل الإجابة على أسئلة مثل: ماذا تعني هذه الأسئلة لأولئك الذين تسلموها أولاً؟ وماذا تعني لنا نحن اليوم؟

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org