تأملات من كتاب معركة الذهنعينة
الحصول على ما نريد
"تَوَكَّلْ عَلَى ٱلرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ."- أمثال 3: 5-6
أنا أعرف ما أريده وأريد أن أحصل عليه ومثلي مثل كثيرين أتضايق عندما لا أحصل على ما أريد (تذكر أن هذه المشاعر بدأت بفكرة).
"بعد أن قطعت كل هذه المسافة لكي أشتري هذا الفستان ولا أجد لديكم مقاسي؟"
"ماذا تعني أنك لا تبيع لديك هذا الموديل من التليفزيونات؟ أليس هذا إعلانكم المنشور في الجريدة؟"
معظمنا يجعل حياة المحيطين بنا بائسة إن لم نحصل على ما نريد، فهذا شيء لا نتعلمه في المدارس ولكننا ربما مولودين به.
وبينما كنت أكتب الجملة السابقة تذكرت مشهداً رأيته في محل البقالة. رأيت امرأة تدفع عربة التسوق وعندما توقفت عند رف حبوب الإفطار، فأشارت ابنتها التي لم تبلغ من العمر العامين قائلة "أريد هذا ... أريد هذا."
"لا" قالت الأم، "لدينا الكثير من هذا النوع في المنزل". ثم تناولت صنفاً آخر وأضافته إلى عربة التسوق.
صرخت الصغيرة "أريد هذا..." ثم ازدادت في الصياح.
لم تبال الأم بصراخ ابنتها ثم انتقلت إلى صف آخر لكي تلهي الصغيرة عما تريد.
وبينما كنت أراقب هذا السلوك، فكرت أننا نشبهها إلى حد كبير. فعندما نقرر ما نريد ومتى نريده ثم لا نحصل عليه، نغضب ونبدأ في الصياح.
قالت ديانا "كنت أنا وجاك على وشك الحصول على ترقية في العمل وبالرغم من أن سنواتي في الشركة تزيد عن سنواته وبالرغم من أن أرقام مبيعاتي كانت أفضل، إلا أنه حصل على الترقية ولم أحصل أنا عليها."
قالت آنجي "كنت أستحق الحصول على 98% في هذا الامتحان ولكن لأني لا أروق لمدرستي، فقط منحتني 83% وبدلاً من أن أكون الأولى على صفي، صرت الخامسة."
دعونا نلقي نظرة فاحصة على المشكلة السابقة. لقد أجمع كلا الشخصين على استحقاقهما للأمر إلا أنهما لم يحصلا عليه.
في معظم الأحيان، نتوقع نحن المؤمنين أن تسير الحياة بلا مشاكل ونتوقع النجاح والسعادة والسلام وكل شيء آخر وعندما لا نحصل علي هذه الأشياء، نشكو ونتذمر.
بالرغم من أن الله يريدنا أن ننعم بحياة جيدة، إلا أننا سنمر بأوقات سيتعين علينا فيها أن نصبر ونحتمل وألا نحصل على ما نريد. مثل هذه الأوقات تمتحن شخصياتنا ومستوى نضوجنا وتظهر لنا إن كنا مستعدين للترقية أم لا.
لماذا نظن أننا نستحق أن نكون في المرتبة الأولى بينما على الآخرين أن ينالوا مرتبة أقل؟ لماذا نعتقد أننا نستحق حياة مثالية؟ هل نرتقي فوق ما ينبغي أن نرتقي؟ عندما نتواضع، نرضى أن نأخذ المراكز الأخيرة بينما ننتظر الله أن يتحرك وينقلنا للأمام. تقول كلمة الله أننا ننال المواعيد بالإيمان والصبر. الإيمان بالله أمر رائع ولكن هل سنستمر في الإيمان به والثقة فيه بالرغم من شعورنا بأن الحياة ليست عادلة؟
يتلاعب إبليس بأذهاننا وفي معظم الأحيان يبُث أفكار سلبية مثل "أنت لا تستحق الأمر، أنت أحمق" وبين الحين والآخر يخدعنا بأن يجعلنا نعتقد أننا نبذل كل ما في وسعنا وأننا نستحق الحصول على ما نريد. فإن صدقناه شعرنا بالظلم وباستغلال الآخرين لنا.
وعندما لا نحصل على ما نريد نصيح قائلين "أنا أستحق الحصول على هذا الشيء" ونجد أنفسنا غاضبين ليس فقط من رؤساءنا أو مدرسينا بل من الله أيضاً لأنه لم يمنحنا ما نشعر بأننا مستحقين أن نناله.
عندئذ تتسرب إلينا مشاعر الشفقة على الذات ولكن بدلاً من تقبل هذه المشاعر، علينا التعرف عليها ومواجهتها وبعدها علينا أن نختار إما أن نقبل حياتنا كما هي وأن نُخرج أفضل ما فيها أو أن نشكو ونتذمر لأن حياتنا ليست مثالية.
أعتقد أن الجزء الأخير من قصة يونان يشبه إلى حد كبير ما أتحدث عنه هنا. لقد اغتاظ يونان لأن الرب سمع صراخ شعب نينوى. كان يونان يفضل أن يكون على صواب عن أن يتوب أكثر من 120 ألف شخص. أمر مؤسف، أليس كذلك؟ ولكن هذا ما يحدث مع معظمنا حيث نفضل أن نشعر بالأسى على أنفسنا وأن نصغي لهمسات إبليس عن أن نثق بالله في كل موقف.
إن سر الحياة المسيحية المشبعة يكمن في تسليم ذواتنا بالكامل لله. فإن سلمنا له إرادتنا، لما غضبنا بشأن ما يحدث. فإن لم يعطنا الله ما نريد، دعونا نعلن بإيمان قائلين "لتكن مشيئتك يا رب لا مشيئتي."
يا رب، ساعدني. فما أكثر المرات التي غضبت فيها لأني لم أحصل على ما أريد. سامحني. وساعدني حتى أتذكر أن يسوع لم يرغب في الذهاب للصليب ولكنه خضع لك وأطاع. ساعدني حتى أخضع بالكامل لك وأن أرضى بما تمنحني إياه. آمين.
عن هذه الخطة
ستلهمك هذه التأملات وتمنحك الرجاء لتتغلب على الغضب والتشويش والخوف والشعور بالدينونة والشك والعديد من المشاعر الأخرى! في هذه التأملات ستتعرف على خطة العدو التي يستخدمها لكي يربكك ويلقي بالأكاذيب في ذهنك وستنال نصرة وقوة لكي تغير من طريقة تفكيرك والأهم من ذلك نصرة في المعركة التي تدور في ذهنك. نعم، تستطيع أن تحارب ضد هذه الأمور وتنال نصرة يوماً بعد يوم.
More
نود أن نشكر وزارات جويس ماير لتوفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://tv.joycemeyer.org/arabic/