سفر أعمال الرسلعينة

سفر أعمال الرسل

يوم 21 من إجمالي 30

اليوم 21: التطبيق المعاصر (الانقطاعات)

علينا أن نتذكر دائمًا أنه على الرغم من أن الكتاب المقدس كُتِب من أجلنا، فهو لم يُكتب لنا مباشرةً. فنحن نعلم بوضوح أن القرّاء الأصليين هم ثاوفيلس وآخرين من القرن الأول الميلادي. وبالتالي، نحن نطّلع على ما كُتبَ لهم ونحن نقرأ ما كتبه لوقا. ولهذا، لا يخاطبنا لوقا بشكلٍ مباشر في كل ما كتبه ونحن نستمع لما قاله لهم. بل يجب أن نتوقع أن بعض تعاليم سفر أعمال الرسل ينطبقُ علينا بشكلٍ مختلف عمّا حدث مع ثاوفيلس وغيره من قرّاء لوقا الأصليّين. فإذا حاولنا ببساطة تكرار ما نراه في الأسفار المقدسة، دون أخذ هذه الاختلافات في الاعتبار، فإننا كثيرًا ما سنسيئ تطبيق كلمة الله بطرقٍ ضارّة.

1) زمن مختلف: 

مهمٌ أن نتذكر، على سبيل المثال، أن سفر أعمال الرسل يركز على الرسل، شهود المسيح ذوو السلطة في القرن الأول. وكان العديد من أعمال الله من خلال الرسل محددٌ بالنسبة لذلك الزمان والمكان في تاريخ الفداء، حيث كانت أعمالاً رائدةً وتأسيسية لا يمكن تكرارها. وكمثال واحد فقط، كان وجود الرسل فريداً من نوعه. فمن ناحية، حتى يتأهل شخص لوظيفة الرسول، لابد أن يكون قد رأى الرب المُقام. ومن الناحية الأخرى، لابد أن يكون معيناً من الله نفسه مباشرةً. وهكذا، رغم أنه يمكننا القول إن سفر أعمال الرسل يعلمنا أن نحترم قادة كنيستنا ونخضع لهم، لا يوجد رسل أحياء في عصرنا هذا. إن أفضل شيء يمكننا فعله هو الخضوع لشهادتهم المكتوبة في العهد الجديد.

للأسف، بحث الكثير من الجماعات المسيحية في سفر أعمال الرسل عن نموذج للحياة المسيحية والذي ينبغي اتباعه بدقة في كل عصر. على سبيل المثال، يعلّم أعمال الرسل 2: 1-4 أن الروح القدس سُكِبَ في يوم الخمسين بطرق معجزيّة ومثيرة، وأن أولئك الذين قبلوه بدأوا بإعلان الإنجيل بلغات ولهجات مختلفة. لقد كان هذا حدثاً خاصاً حصل عند الانسكاب الأول للروح القدس بهدف تمكين الرسل والمؤمنين الأوائل لخدمة المسيح. وقد حصلت أحياناً أحداث مشابهة في سفر أعمال الرسل، لكن فقط كنتيجة مباشرة لأعمال الرسل. إن ما هو ثابت في السفر هو حقيقةُ أن كل مؤمن يقبل عَطية الروح القدس حتى يتحول في شخصيته ويصبح شاهداً. ولكن ما هو غير ثابت في سفر أعمال الرسل هو وجود أو غياب استعلانات معينة للروح القدس. ومع ذلك، تصرّ بعض طوائف الكنيسة أنه حتى في يومنا، يوجد ملء منفصل للروح القدس ولابد أن يُستعلَن دائماً بإعلان الرسالة بلغات وألسنة مختلفة. وعندما يفشل المسيحيون –ذوو النية الحسنة-في اعتبار الانقطاعات بين القرن الأول ويومنا، فإنهم غالباً ما يحاولون تطبيق تعاليم سفر أعمال الرسل بطريقة غير لائقة.

2) ظروف مختلفة: 

بالإضافة إلى أننا نعيش في زمن مختلف عن زمن القراء الأصليين لسفر أعمال الرسل، فإن ظروفنا مختلفة أيضاً، مثل الثقافات المختلفة والمواقف الشخصية. لقد حصلت كل الأحداث في سفر أعمال الرسل في الظروف التاريخية للقرن الأول، وكان العديد من جوانب سجل لوقا مشروطاً بهذه الظروف التاريخية والثقافية.

للأسف، حاولت بعض المجموعات من المسيحيين على مر القرون حتى يكونوا أمناء لتعاليم سفر أعمال الرسل، وذلك بالعودة مرة أخرى للممارسات الثقافية لكنيسة القرن الأول. على سبيل المثال، نقرأ في أعمال الرسل 5: 42 أن أعضاء الكنيسة اجتمعوا في بيوت خاصة. وعلى هذا الأساس يصر بعض المسيحيين على أن تجتمع الكنيسة في البيوت وليس في مبنى الكنيسة. ونقرأ في أعمال الرسل 6: 1 أن الكنيسة زوّدت الأرامل بالطعام. ونتيجة لذلك، يصر بعض المسيحيين اليوم على وجود خدمة توزيع طعام على الأرامل كجزء من خدمات الكنيسة. وبالطبع ليس هناك خطأ في اجتماع أعضاء الكنيسة في البيوت أو توزيع الطعام على الأرامل. ولكن علينا أن ندرك أن هذه الممارسات كانت مشروطة بظروف كنيسة القرن الأول. مثلاً، جعل الاضطهاد من الاجتماع في البيوت أمراً ضرورياً. ولكن في أنحاء العالم حيث الاضطهاد ضئيل أو غير موجود، لا حاجة للكنيسة للاجتماع في البيوت. ولكن بقدر ما تكون ظروفنا مشابهة لظروفهم، فإن تطبيق هذه المبادئ الكتابية شرعي. وبقدر ما تكون ظروفنا مختلفة، قد نكون مُلزَمين بتطبيق هذه المبادئ الكتابية نفسها بطرق مختلفة.

في الواقع، كثيراً ما نجد تطبيقات مختلفة للمبدأ نفسه حتى في سفر أعمال الرسل. على سبيل المثال، وصف لوقا في أعمال الرسل 2: 44-45، أعضاء الكنيسة في أورشليم أن كل شيء عندهم كان مشتَرَكاً. ومع ذلك، نجد في السفر نفسه أن العديد من الكنائس التي أسسها بولس الرسول اجتمعت في بيوت المواطنين الأثرياء أو قادة المدينة، دون ذكرٍ للحياة المشتركة، ومن غير نقد من أي ممارسة. وأدركت الكنيسة، من البداية، أن نفس المبدأ الكتابي يجب أن يُطبق بطرق ملائمة للظروف الحالية. يجب ألا نكتفي بالتقليد فقط كبديل للتطبيق المسؤول.

يوم 20يوم 22

عن هذه الخطة

سفر أعمال الرسل

إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو  يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف  القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر  أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق  في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن  هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا  السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور  الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.

More

 نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org​​​​​​​