سفر أعمال الرسلعينة

سفر أعمال الرسل

يوم 23 من إجمالي 30

اليوم 23: الروح القدس (قبل يوم الخمسين)

يقدم سفر أعمال الرسل لاهوتًا غنيًا عن الروح القدس. فهو يصفه باعتباره ذاك الذي يمكّن الكنيسة لتعيش حياةً متغيّرة ولتكرزَ بالإنجيل في كل العالم. ويذكر سفر أعمال الرسل أن الروح القدس قام بآياتٍ وعجائب عديدة، ليؤيّد خدمة الرسل، وغيرهم من قادة الكنيسة الأولى. كما يشهد السفر بأن الروح القدس أعطى شجاعةً عظيمة للمؤمنين الذين واجهوا المقاومة والاضطهاد. باختصار، يصف سفر الأعمال الروحَ القدس باعتباره ذاك الذي يمكّن بقوته من انتشار الإنجيل والملكوت، والذي يعطي قوةً للمؤمنين كي يعيشوا حياة التقوى.

سجل لوقا في أعمال الرسل 1: 3-11 أن يسوع قضى أربعين يوماً بين قيامته وصعوده وهو يعلم رسله. نقرأ في أعمال الرسل 1: 3:

يَظْهَرُ لَهُمْ [يَسُوع] أَرْبَعِينَ يَوْماً وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ. (أعمال الرسل 1: 3)

إن أحد العناصر الهامة في تعليم يسوع عن الملكوت هو أن الروح القدس يحل على الرسل بطريقة خاصة. سنتطرق لجانبين من تعليم يسوع عن الروح القدس قبل يوم الخمسين. أولاً: سنناقش توقيت حلول الروح القدس. وثانياً: سنركز على الهدف من حلول الروح القدس. فلنتأمل أولاً في تعليم يسوع بخصوص توقيت حلول الروح القدس.

1) التوقيت: 

أوضح يسوع أن ملكوت الله سينمو منتشراً في كل أنحاء العالم يسوع في أعمال الرسل 1: 4-8. وبدلاً من أن يأتي في نفس الوقت، فإن الانتقال إلى ملكوت الله المجيد سيأتي على مراحل. وسوف يتأسس الدهر الآتي أثناء خدمة يسوع على الأرض. وسيستمر خلال مُلك يسوع في السماء، بينما ينتشر الملكوت على الأرض من خلال خدمة نشر الإنجيل. وعندما يأتي يسوع في المستقبل، سينتهي دهر الخطية هذا، وسيتم اكتمال ملكوت الله المُنتَظَر بأكمله.

وتفسر هذه النظرة لمجيء الملكوت لماذا أجاب يسوع سؤال الرسل بهذه الطريقة. كان الروح القدس على وشك أن يَحُلَّ على الكنيسة، ولكن لا يعني هذا أن اكتمال كل الأشياء كان قريباً. لقد أسس يسوع الملكوت فقط. أما بركة الروح القدس فستجهّز الكنيسة، بينما تستمر في حياتها في عالم خاطئ، إلى أن يعود المسيح.

2) الهدف: 

استمع مرة أخرى لكلمات يسوع للرسل في أعمال الرسل 1: 8: 

لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. (أعمال الرسل 1: 8)

وجّه يسوع، بهذه الكلمات، رسله ليفكروا في معمودية الروح القدس بطرق جديدة. فبدلاً من تمهيد المرحلة النهائية للملكوت، كان لابد أن يَحُلَّ الروح القدس ليمكّن الرسل حتى يكونوا شهوداً أتقياء وأمناء للمسيح. فلنحلل ما قاله يسوع، بالتركيز على بعدين من أبعاد خدمة الروح القدس: القوة، والشهود الأتقياء.

أولاً، قال يسوع أن الرسل سيستلموا القوة من خلال معمودية الروح القدس. وكان ارتباط الروح القدس بالقوة أمراً شائعاً في العهد القديم، وكثيراً ما كان يشار إليه بالتعبير روح الله، وهو ترجمة للمصطلح العبري "رواح إيلوهيم". ويشير هذا المصطلح العبري إلى ريح قوية أو طاقة كبيرة من الله. وفي العهد القديم، عمل روح الله بقوة في العالم أجمع، لتحقيق مشيئته.

لقد أُظهِرت قوة الروح القدس أيضاً بطرق فعالة في حياة الناس. على سبيل المثال، عندما حل روح الله على شمشون في سفر القضاة 14 و15، قام شمشون بأعمال جسدية معجزيه منحت إسرائيل انتصارات عظيمة على الفلسطينيين.

بالإضافة إلى قوة الروح القدس، ذكر يسوع أن الروح القدس سيجعل الرسل شهوداً أتقياء له. ويعكس هذا الرابط العهد القديم أيضاً. ففي أكثر من مناسبة، مكّن الروح القدس شعبه من الكلام بشجاعة وفعاليّة باسم الله. على سبيل المثال، استمع إلى كلمات ميخا في ميخا 3: 8:

لكِنَّنِي أَنَا مَلآنٌ قُوَّةَ رُوحِ الرَّبِّ. (ميخا 3: 8)

يشرح ميخا، في هذه الفقرة، أن الروح القدس شجعه ليخبر الحقيقة رغم مقاومة الأنبياء الكذبة له. فعندما قال يسوع لرسله أنه سيعمدهم بالروح القدس ليمكنهم ليكونوا شهوداً له، أشار أن الروح سيعمل فيهم كما عمل في آخرين في العهد القديم. وسيقوم الروح القدس أيضاً بأعمال القوة لكي يؤصّل حقيقة رسالة الرسل، وسيعطيهم الكلمات ليتكلموا مع أولئك الذين يقاوموهم. وبالطبع، تظهر قوة الروح القدس عدة مرات خلال سفر أعمال الرسل.

يوم 22يوم 24

عن هذه الخطة

سفر أعمال الرسل

إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو  يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف  القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر  أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق  في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن  هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا  السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور  الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.

More

 نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org​​​​​​​