سفر أعمال الرسلعينة
اليوم 2: الكاتب (الكنيسة الباكرة)
لقد شَهِدت الكنيسة الأولى من القرن الثاني إلى القرن الرابع الميلادي، أن لوقا، والذي كان رفيقاً لبولس في رحلاته، هو المؤلف لكلٍ من سفر أعمال الرسل وإنجيل لوقا.
1) المخطوطات:
لقد تم اكتشاف مخطوطة قديمة جداً، تسمى بالبُردية75 في مصر عام 1952. وكانت مكتوبة على ورق البردي وتضمنت أحد أقدم أدلة مخطوطات العهد الجديد. وقد تم نسخها على الأرجح بين 175 و200 ميلادية، وتشمل أجزاء كبيرة من إنجيل لوقا وإنجيل يوحنا. إن وصفين لمحتوى الإنجيلين مكتوبين بين نصوصهما. فبعد خاتمة إنجيل لوقا، تضمنت المخطوطة هذه الكلمات "euangelion kata Loukan" أو "الإنجيل كما رواه لوقا". ثم يتبع هذه الكلمات مباشرةً عبارة "euangelion kata Ioannan" أو "الإنجيل كما رواه يوحنا". وتشير هذه الملاحظات إلى أن النص الذي يسبق جملة "الإنجيل كما رواه لوقا" عُرِفَ بأنه إنجيل لوقا. ويشير دليل المخطوطة هذا إلى أنه كان معتَقَداً منذ وقت مبكر جداً أن لوقا هو من كتب الإنجيل الثالث. ويشير بالتالي إلى أن لوقا هو كاتب سفر أعمال الرسل أيضاً.
ثانياً: تُعتَبَر قصاصة موراتوري والمؤرّخة ما بين 170 و180 ميلادية، من أقدم الوثائق المعروفة، والتي تذكر أسفار العهد الجديد التي اعتبرتها الكنيسة الأولى قانونية. وبعد التأكيد بأن لوقا هو مؤلف إنجيل لوقا فعلاً، إنها توضح بأنه كاتب سفر أعمال الرسل أيضاً. حيث نقرأ هذه الكلمات من السطور 34 إلى 36:
علاوة على ذلك، تم كتابة أعمال جميع الرسل في سفر واحد... وقام لوقا بجمع الأحداث الفردية التي عاصرها.
2) قادة الكنيسة الأوائل:
عاش إرينايوس، وهو أحد آباء الكنيسة الأولى، من حوالي 130 إلى 202 ميلادية، وكان يَعتقد بأن لوقا هو مؤلف الإنجيل الثالث. حيث كتب في كتابه "ضد الهرطقات" الكتاب الثالث، الفصل الأول، الجزء الأول ما يلي:
كتب لوقا أيضاً، وهو رفيق سفر بولس، عن الإنجيل الذي بشّر به.
أشار إرينايوس هنا عن سفر أعمال الرسل على أنه السفر الذي سجل فيه عن الإنجيل الذي بشّر به بولس. إن كلماته مهمة لأن الدليل التاريخي الجيد يشير إلى حصول إرينايوس على معرفة مباشرة فيما يتعلق بكتابة لوقا لسفر أعمال الرسل.
وأشار إكليمندُس الإسكندري، الذي عاش من حوالي 150-215 ميلادية، إلى أن لوقا هو مؤلف سفر أعمال الرسل. فقد كتب هذه الكلمات في الكتاب الخامس الفصل الثاني عشر من كتابه Stromata"" أي المنوّعات أو المسائل المتنوعة: حيث يروي لوقا في سفر أعمال الرسل بأن بولس قال:
أيها الرجال الأثينيون، أرى أنكم في كل الأمور متدينون كثيراً.
هذا وكتب ترتيليان، الذي عاش من حوالي 155 -230 ميلادية، هذه الكلمات في الكتاب الرابع الفصل الثاني من كتابه "ضد مارسيون":
ولذلك، ومن الرسل، غرس يوحنا ومتى الإيمان فينا أولاً... وقام لوقا ومرقس بتجديده فيما بعد.
نسب ترتيليان الإنجيل الثالث هنا تحديداً إلى لوقا.
أخيراً، إن المؤرّخ الكنسي الكبير يوسابيوس، الذي كتب حوالي سنة 323 ميلادية، ذكر لوقا ككاتبٍ لسفر أعمال الرسل في الكتاب الأول الفصل الخامس الجزء الثالث من كتابه "التاريخ الكنسي"، اصغ إلى ما يقوله هناك:
كتب لوقا ... عن [الاكتتاب] في سفر أعمال الرسل.
من الملفت للنظر أنه لا يوجد ولا مؤشر واحد في كتابات الكنيسة الأولى، بأن شخصًا آخر غير لوقا هو من كتب الإنجيل الثالث وسفر أعمال الرسل، على الرغم من أنه لم يكن رسولًا أبدًا. وبسبب وجود براهين كهذه، لدينا مبررٌ للاعتقاد بأن الكنيسة الأولى لم تخترع فكرة أن لوقا هو الكاتب، لكنها ببساطة سلّمت ما سبقَ وتَسلّمته على أنه الحقيقة: بأن لوقا كتب هذين السفرين.
عن هذه الخطة
إن سفر أعمال الرسل هو المجلد المصاحب لإنجيل لوقا. فهو يسجل تأسيس الكنيسة الأولى تحت قيادة الرسل، ونشاط ونمو الكنيسة خلال منتصف القرن الأول. في الكنيسة المعاصرة غالبا ما يلجأ المسيحيون إلى سفر أعمال الرسل للتعرف على المسائل المتعلقة بالمواهب الكاريزماتية وللتحقيق في أمور مختلفة تتعلق بإدارة الكنيسة وسلطانها. ويتحدث سفر أعمال الرسل عن هذه الأمور بالتأكيد. ولكن ماذا كانت الفكرة الرئيسية للوقا حين كتب هذا السفر؟ ما هي الصورة الأكبر التي حاول أن يقدمها للقرّاء لفهم هذه الأمور الثانوية؟ ما هو الأمر الرئيسي الذي أراد أنه يتعلمه قرّاءه وأن يفعلوه؟ في هذه الخطة نتعرّف على عرض خلفية سفر أعمال الرسل ورسالته الرئيسية. كذلك نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لسفر أعمال الرسل.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org