من أمثال النبيّ سليمان 8

8
دعوة الحكمة
1ألا اسمعوا إنّ الحكمة تنادي بصوت مبين،
وترفع صوتها عاليا للعالمين!
2منتصبة تصدح مِن قمم المرتفعات
وفي محاذاة الطريق وعند مفترق الطرقات،
3وعند بوّابات المدينة،
من حيث يدخل الداخلون.
4إنّ صوت الحكمة يعلو، أيّها الناس هلمّوا إليّ منصتين!
أقبلوا يا بني آدم في الأرضين!
5أيّها البسطاء ألا تعقلون؟
أيّها الأغبياء ألا تفهمون؟
6أنصتوا إنَّ ما أَنْطِقُ به أمر عظيم،
فلا يصدر مني إلاّ الكلام القويم،
7ولساني لا يلهج إلاّ بالصِّدق المبين،
وشفتاي لا تنبسان أبدا بكذب الكاذبين
8إنّ كلامي صادق كلّه ونبيل،
لا مراوغة فيه ولا تضليل.
9إنّه جليّ مبين،
لكلّ ذي فهم فطين
وعند أصحاب التبصّر المستنيرين.
10أيّها الناس! خذوا بدل الفضّة رأي الحكماء
وبدل الذهب مشورة العلماء.
11إنّ الحكمة خيرٌ مِن الحجر الكريم اللألاء،
وكلّ الجواهر لا تُضاهيها في البهاء.
هبات الحكمة
12أنا الحكمة لا جار لي إلاّ تبصّر البصير،
ومنّي المعرفة وحُسن التدبير.
13إنّ من يتّقي الله يُبغض الشرّ كلّ البغضاء.
إنّي لا أطيق الغطرسة ولا الكبرياء
ولا الفساد ولا خبث الخبثاء.
14أمنح المشورة والرأي السديد
أمنح البصيرة والبأس الشديد.
15بعوني يحفظ ممالكهم الملوك والسلاطين
ويُصدر الحُكّام أعدل القوانين
16بعوني يحكم الولاة في العالمين
وبالقسط يقاضي الأمراء والحاكمون.
17أُحبّ كلّ من يحبّني،
ومَن يبحث عني يجدني.
18أمنح الكرامة والثراء
ودوام الخير والرخاء.
19هباتي أثمن من خالص الذهب في النقاء،
وأفضل من نَقِيِّ الفضّة البيضاء.
20أسلك طريق الحقّ والوفاء
واتّبع سبل الإنصاف والاستواء،
21فأغدق على مَن يحبّونني كريم العطايا
كنوزا تفيض في خزائنهم وهدايا.
وجود الحكمة عند الخلق
22فقد جعلني الله أصلا لكلّ المخلوقات،
وقبل أن يقيم أيّ عمل في الكون أقامني في ثبات.#8‏.22 يرى العديد من المفسرين أنّ وصف حكمة الله الأزلية هنا يقترب كثيرا من وصف كلمة الله الأزلية في الإنجيل: ((استحال الكلمة إلى كائن بشري وعاش في الدنيا بيننا))، والمراد بهذا الكلام تحديدا شخص السيد المسيح (انظر الإنجيل، يوحنّا، الفصل 1).
23مِن الأزل خلقني، منذ البدء،
من قبل أن يخلق العالمين.
24أوجدني قبل خلق البحار،
وقبل أن يُفجّر المياه من أعماق الينابيع والغمار.
25أجل، أوجدني قبل رسوخ الجبال
وقبل أن يقيم الهضاب والتلال،
26وقبل أن يخلق الأرض برحابها والأوحال
27وكنتُ هناك حين رسّخ السماوات
ورسم الأُفق على سطح المحيطات،
28نعم، كنتُ هناك حين وضع الغمام في العُلى
وفجّر ماء الينابيع من الثرى.
29وكنتُ هناك حين أرسى حدودا للبحار
لا تعلو فوقها سيول ولا غمار،
ولمّا ألقى أساسات الأرض في اقتدار،
30حينها كنتُ بجواره مصمّما ماهر التصميم،
نعم، كنت قرّة عين الله العظيم،
أفيض بهجةً ومرحا في الإله المتين،
31ألا ما أعظم بهجتي بما خلق الله من عالمين،
ألا ما أشدّ فرحي ببَني البشر المخلوقين!
32والآن اِسمعوا يا أبنائي الأعزاء،
إنّ كلّ مَن يتّبع طريقي يحظى بالهناء
33اِسمعوا نصيحتي وكونوا حكماء،
ولا تتغافلوا عنها كالأغبياء.
34هنيئا لمن يأتي إليّ مصغيا
وكلّ يوم يقضي ليله عند عتبة بابي مستهديًا
أمام مَدخل داري ينتظر ويرقب في شوق وحنين.
35إنّ مَن ظفر بي ظفر بعيش الهانئين
ونال مرضاة ربّه الحليم
36أمّا مَن ضلّ عني، فقد ألحق بنفسه أذى
ومَن أبغضني فقد اختار من الدنيا الردى.

المحددات الحالية:

من أمثال النبيّ سليمان 8: TMA

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية