الطموح المقدسSample

روح منكسرة

هل تتذكر صلاة نحميا التي صلاها بعد أن انكسر قلبه على ما يحدث؟ ما الذي طلبه مباشرة بعد أن قدم التسبيح لله؟

«أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالرَّحْمَةَ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ، لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً وَعَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ لِتَسْمَعَ صَلاَةَ عَبْدِكَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْكَ الآنَ نَهَارًا وَلَيْلًا لأَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا. لَقَدْ أَفْسَدْنَا أَمَامَكَ، وَلَمْ نَحْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَمَرْتَ بِهَا مُوسَى عَبْدَكَ." (نحميا 1: 5 – 7).

لقد اعترف نحميا بخطاياه وخطايا شعبه وبيت أبيه. ما الذي يمكننا أن نتعلمه من هذا؟

قبل أن نستكمل دراستنا للطموح المقدس، علينا أن نتعظ مما فعله نحميا ونحصل على رؤية أوضح لله نفسه. بدون هذا، هناك خطر من أن تسيطر علينا دوافعنا ورؤيتنا واعتمادنا على ذواتنا وهذا يقود إلى الكبرياء.

لا يحب الرب الكبرياء على الإطلاق.

"يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً" (يعقوب 4: 6).

لماذا الكبرياء سيئة للغاية؟ نحن لا نتحدث عن الرؤية الذاتية الصحيحة للنفس أو الاعتراف بشيء ما قمنا بإنجازه. الكبرياء هي نظرة خاطئة إلى من هو الله ومن نحن.

إن الكلمة المقابلة في الترجمة لكلمة كبرياء هي الروح المسكينة. وتعني أن تشعر بالأسى والاتضاع والندم وأنت تدرك اعتمادك على الله القدير خالق الكون.

إذًا كيف لك أن تنمي روحًا منكسرة؟

·تمسك بنظرة عالية وسامية عن الله: هو كلي المحبة، كلي القوة، وكلي القداسة. اعبده!

·احتفظ برؤية دقيقة عن نفسك: اعرف أنك أنت (وكل إنسان) قاصر عن تمجيد الله وأنك تحتاج إليه بشدة.

·جدد التزامك بإتمام أعمال الله: لا يتعلق الأمر بك. نعم، الطموح المقدس هو استخدام الله للمواهب والأحلام التي استودعك إياها، ولكنك مدعو لأن تتمم خطط الله وليس خططك أنت.

عاش نحميا في السبي في ثقافة تشبه ثقافتنا بشكل لافت للنظر: تتسم بالتعددية والملذات، لا تعترف بالإله الواحد الحقيقي. ولكن عندما أراد الله أن يبحث عن رجل أو امرأة ليقف في الثغرة من أجله، شخص يمكنه أن يدعمه بشدة، وجد شخصًا بقلب منكسر مستعد لأن ينمي بداخله روح منكسرة. ومن ثم دعاه إلى الشرط الثالث للطموح المقدس ألا وهو: الإيمان الأصيل.