التلمذة المالية - ما يقول الكتاب المقدس عن القناعةSample
نادرًا ما تُستخدم كلمة "القناعة" في عالمنا اليوم. فلدينا الكثير من الاحتياجات – نريد منزلًا أكبر، هاتفًا جديدًا، ملابس أكثر، والقائمة تطول. ليس هناك مجالٌ للقناعة في حياتنا اليومية. لدينا الكثير من الرغبات، بحيث تصبح رغباتنا مشوشةَ مع احتياجاتنا وفي النهاية كلاهما يعني لنا نفس الشيء.
وضع بولس الرسول أسس القناعة بقوله: "لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي."(فيلبي 4: 11- 13).
يجب ألا تكون شخصيتنا مُقيَّدةَ بحبنا للمال. لم يقصد الله أبدًا هذا العبء الثقيل علينا وهو يريد أن يحررك منه! لأنه لا يوجد مبلغٌ من المال في العالم يمكن أن يمنحنا الأمان الذي يستطيع أن يُعطينا إياه أبونا السماوي.
الحياة أكثر من مجرد الطعام الذي نضعه فى اجسدانا أو ما نلبسه. طعامنا، مسكنا، حمايتنا، شهيتنا... لا شيء من تلك يتم توفيرها بالمال. هذه الاحتياجات يتم تلبيتها من قِبَل الرَّب. وبغض النظر عن أي شيء، طالما أننا نثق به ونطيعه، وطالما أننا نسعى إليه، ونتبعه، فأولًا وقبل كل شيء، سوف يُسدد كل احتياجاتنا (متى 6: 25- 34؛ لوقا 12: 22-31).
ما نحتاجه في الحياة هو الطعام اليومي. ليس فقط الطعام الذي نجده في مطبخنا، بل الطعام الذي نأخذه من أبينا. إنه السلاح الذي يُلبسنا إياه الروح القدس الذي يعيش بداخلنا. إنه يحمينا، يرشدنا، يدعمنا، ويملأنا بكل ما نحتاجه لنسير في رعاية الرب لنا في خروجنا ودخولنا. يحمينا الطعام اليومي من الأفكار التي يحاول الآخرون إطعامنا بها. تلك الأفكار التي تغرينا بأن نعيش حياة الرغبة في المزيد.
تحثُّنا رسالة (تيموثاوس الأولى 8:6) بأنة يمكننا ان نعيش حياة تتغذي باستمرار بحرارة علي حق الروح القدس، أمام تجارب هذا العالم. الرغبة في الكسب، مثل راتب أعلى أو مسمى وظيفي لامع، لا يجب أن تقود حياتنا (لوقا 3:14). رغبة قلبنا الوحيدة ليست شيء تستطيع الأرض أن توفره. فرغبة قلبنا الوحيدة هي مخلصنا، يسوع المسيح.
القناعة يمكن الآن أن تكون جزءًا من الحياة اليومية لأن الروح القدس هو الذي يقود وليس الطموح. وعندما نشعر بالرضا ونمارس حياة التقوى (تيموثاوس الأولى 6:6)، فتلك هي اللحظة التي سنرى فيها مكاسب في حياتنا أكثر مما يمكن أن يقدمها أيُّ راتب أو لقب.
القناعة يمكن الآن أن تكون توقيعًا في حياتنا لأن الروح القدس قرر أنه ليس لدينا أيَّة رغبة، لأن احتياجاتنا كانت - وستظل - يتم تلبيتها. نحن لم نعد من العالم. لا يمكننا أن نرى العالم كما هو بأعيننا. فنحن نظلُّ فيه، واقفون بقوة وبرؤية واضحة، لأننا نتصوِّر القناعة باعتبارها العالم الذي نعيش فيه.
Scripture
About this Plan
لدى الكتاب المقدس الكثير ليقوله عن القناعة. فنحن غالبًا نخلط بين القناعة والرضا عن النفس في مجتمعنا ، إلا أنهما مختلفان تمامًا. ستساعد هذه الخطة التي مدتها 5 أيام القراء على على اكتساب منظور كتابي عن القناعة، وتطبيقة على حياتهم، وإعدادهم لمشاركة هذا التعليم مع الآخرين.
More