الثمن المؤلم لاتباع المعلمSample

الأداة الخامسة ـ حضور الله

الدرس: يود العالم أن تعتقد أنك بمفردك، وأن لا أحد يهتم بك. لكن الرسول "بولس" يقول: "فإني متيقن أن لا شيء يقدر أن يفصلنا عن محبة الله التي تجسدت على الصليب في المسيح يسوع". إنه ليس وعداً على الرب أن يفي به، بل وعداً قد أوفاه بالفعل.

لدينا أب لا ينعس ولا ينام، أي بإمكاننا أن نتقابل معه بأي مكان وبأي وقت. ويعني أيضاً أننا نحيا لأجل ملكنا الذي سلك قبلنا الطريق نفسه ويمتعنا بمعيّته معنا. عندما طلب الرب من تلاميذه أن يذهبوا ويتلمذوا الأمم أعطاهم هذا الوعد: "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر". فمهما كان الموقف الذي نجد أنفسنا فيه، سواء كنا محاطين بأعداء أو حتى في وادي ظل الموت، لا يجب أن نخاف لأن الله معنا. هذا ما نجده في دانيال 3، حيث رفض الفتية الثلاثة السجود للأصنام فألقوهم في أتون النار عقاباً لهم. لكن الله اختار أن يتدخل بطريقة معجزية ولا يتركهم يموتون حرقاً، وظهر شخص رابع (نؤمن أنه الرب يسوع) كان يتمشى معهم وسط النار!. تكلم الله أيضاً من خلال إشعياء النبي وأوضح أنه أيّاً كانت الحالة التي يمرّ بها شعبه فهو سيكون معهم. سُمِّيَ الرب يسوع ـ لتتميم النبوات ـ بـ"عمانوئيل" أي "الله معنا".

عندما تحيط بك المخاوف والشكوك اعلم أنه لا شيء يقدر أن يفصلك عن محبة المسيح.

التّطبيق: قضى القس "تشن" 18 عاماً في بالوعة مجارٍ بمعسكر سخرة صيني. كانوا يدلّونه في "بالوعة نتنة" لكن الابتسامة الكبيرة لم تكن لتفارقه!. أثناء عمله ككاسح فضلات ذات رائحة كريهة جداً (لتُستخدم فيما بعد كأسمدة في الحقول) كان يردد ترنيمة قديمة: "جئت إلى الحديقة وحدي، بينما لا تزال قطرات الندى على الورود ...". قال إنه كان يشعر بأن الرب يعانقه بقوة وهو يرنم تلك الكلمات وأصبحت البالوعة حديقته الخاصة. قال: "كان ذلك بَرَكة رائعة لي لأنها كانت الوقت الوحيد الذي تبتعد فيه عني أعين الحراس المتطفلة. كان بإمكاني وقتها أن أتكلم مع الله وأسبح اسمه بصوت عالٍ كما كان باستطاعتي سرد الآيات التي أحفظها. لقد اختبرت أهمية حفظ الآيات بالنسبة لنا كمؤمنين". وحكى كيف كانت البالوعة عميقة جداً، وكان عليه الخوض في الوحل لتنظيفها من الفضلات التي كانت رائحتها نتنة، لدرجة أن الحراس والمساجين الآخرين كانوا لا يحتملونها فيتركونه ويمضوا، لذا كان يتمكن من الاستمتاع بوقته منفرداً مع الله.

قول مأثور: "قد نتجاهل وجود الله لكن لا يمكننا أبداً الهروب من وجهه " - سي إس لويس

صلاة: أشكرك يا رب لأنك دائماً معي. ساعدني ليكون لي قلب حسّاس لحضورك، حتى تصير طُرُقي مَرضيّة لك.