ثقَةٌ في مَحلِّهاSample
مزمور ١٣١
في مزمور ١٢١ يقول المُرنّم: "أرفع عيني إلى الجبال"، وفي مزمور ١٢٣ يقول: "إليك رفعت عيني يا ساكنًا في السماوات"، أمّا هنا فهو يقول: "لم تَستَعل عيناي" (عدد ١). وهنا لا نرى تناقضًا بين الأفكار بل تكامل. وحده من يرفع عينه ويثبتّها على الله، هو القادر أن يعطي نفسه حقَّ قدرها. غالبًا ما نَظُنُّ في أنفسنا شيئًا عندما تكون أعيننا مُثبّتَة علينا وعلى إنجازاتنا وقدراتنا ومهاراتنا. هذه النظرة المُتكبّرِة تجعلنا نَتّكل على أنفسنا والنتيجة تكون عدم رضا وتوترًا دائمًا. لذلك ينادي داود في هذا المزمور بالعكس. يُعبِّر عن رضاه التامّ بأن تظلّ هناك أمور غير مفهومة وأن يكون هناك أسئلة بلا إجابات (عدد ١ب)، فالرب صالح وحكيم وله كل السلطان وهذا يكفي.
شبّه داود حالة الثقة التي يتكلم عنها في صورة فطيم في حضن أمّه. الرضيع قبل أن يُفطَم يكون على دراية بأنَّها مصدر غذائه، وعندما يجوع يصرخ طالبًا منها أن تطعمه. أمّا المفطوم فهو ما زال يحب الوجود مع أمُه مستمتعًا بالقرب منها دون تفكير في أيّ شيء آخر ولا حتى الطعام. ما أجمل شعور هذا الطفل الصغير وهو في حضن أمّه. هو شعور بالأمان والثقة والراحة والتسليم التامّ. وكأنَّ داود يقول، أنا مُطمئن في محضرك يا الله بغضّ النظر عن الأمور التي سوف تهبني إيّاها.
إن كنت محتارًا في هذه الأيام، إن كان لديك أسئلة لا تجد لها إجابات، فماذا ستفعل؟ أين ستبحث عن إجابات لأسئلتك؟ ماذا ستفعل إذا عصفت بك الحياة ولم تجد تفسيرًا؟ اسمع معي ماذا يقول داود في مثل هذه المواقف: "ليرجُ إسرائيل الرب من الآن وإلى الدهر" (عدد ٣). ضع ثقتك في الله وليس في نفسك ولا قدراتك، ارتح في محضر الله كما يهنأ الفطيم مع أمّه. اطلب من الله أن يعطيك السكينة فقط للوجود في محضره حتى وإن ظلّت أسئلتك غير مجابة.
Scripture
About this Plan
٧ أيام في ظلَّ الرّب المّلِك، الجدير بالثقة وحده. تأملات من مزامير المصاعد
More