YouVersion Logo
Search Icon

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيSample

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسي

DAY 12 OF 14

  اليوم 12: الوفاء للمسيح – كولوسي 1: 22-23

  كان ثمة تشجيع للمؤمنين في كنيسة كولوسي لخلط عبادتهم للمسيح، مع عبادة القوى الروحية الأخرى. ومع أنَّ هذه القوى لم تكنْ تقدَّم إليهم على أنها شياطين، فقد رأينا أنَّ أية قدرة كانت في الواقع تمتلكها هذه القوى، وأية منافع يحصل عليها من يتعبّد إليها هي شيطانية. ولكن سواء كانت هذه القوى شياطين أو عناصر أو ملائكة، فلم يكنْ على أهل كولوسي أن يعبدوها. وللأسف، فإن المناخ الاجتماعي في القرن الأول جعل من الصعب على أهل كولوسي أن يروا حقيقة الأمر.

خلال القرن الأول الميلادي، كان الشرْك بالله هو السائد في الإمبراطورية الرومانية ذلك لأن معظم الناس كانوا يؤمنون بوجود آلهة وقوى روحية متعددة. وكانت معظم المجتمعات داخل الإمبراطورية لا تعترف بوجود آلهة متعددة فحسب، بل كانت تعبد عدة آلهة أيضاً. بالنسبة لغالبية الناس في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت، كان من الطبيعي عبادة الآلهة المسيطرة في طقوس العبادة المدنية، مثل زيوس، وكذلك الآلهة المحلية وحتى الآلهة المنزلية. لذا، مع أنَّ المسيح طلب من المؤمنين ألاّ يعبدوا سواه، إلاّ أنه كان هناك ضغط اجتماعي كبير يدفع المسيحيين الأوائل إلى عبادة آلهة أخرى كذلك.

في الواقع، عندما بدأت الإمبراطورية الرومانية في اضطهاد المسيحيين خلال القرن الأول الميلادي، فقد كان ذلك إلى حدٍّ بعيد بسبب رفض المسيحيين الاعتراف وعبادة آلهة البدع المدنية. وقد زعموا أنَّ المسيحيين قد أثاروا غضب الآلهة برفضهم عبادتهم، وأنَّ الآلهة سوف تعاقب المجتمع الروماني بأسره إن لم ينلْ المسيحيون جزاءهم. لم يطلب الرومان أن يكف المسيحيون عن عبادة المسيح، بل كان مطلبهم فقط أن يعبدوا الآلهة الرومانية أيضاً.

من المنظور الروماني في القرن الأول الميلادي، فقد كان بإمكان المرء أن يعبد عدة آلهة دون إيّ إحساس بتعارض الولاء. ولكن المسيح يطلب العبادة الحصرية. إذا كنّا نعبد المسيح، فلا نستطيع أن نعبد سواه. ولهذا أكَّد بولس على أن يظلّ أهل كولوسي راسخين في إيمانهم. كما كتب في كولوسي 1: 21–23:

قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ. (كولوسي 1: 21–23)

إن لم نُبقِ على إخلاصنا للمسيح، فإننا نبرهن حينها أننا لم نتصالح حقاً مع الله. وإذا لم نكن متصالحين مع الله، فلن نشارك في الرجاء المُعطى في الإنجيل. بتعبير أبسط، إن لم نُبقِ على ولائنا للمسيح، فإننا لسنا مُخلَّصين. الولاء للمسيح هو غاية في الأهمية.

Day 11Day 13