الثمن المؤلم لاتباع المعلمSample
المقــدّمــة
خلال زيارتنا لإريتريا التقينا بالأخ "جوشوا"، الذي ظل حبيساً في حاوية معدنيّة لمدّة ستّة أشهر حيث كاد أن يختنق فيها. كانت تجربة بشعة للغاية وسالت الدّموع على وجنتيه وهو يشاركنا اختباره. سألت "جوشوا" كيف أثّرت على حياته الآلام والاضطهادات التي لاقاها؟ فأجاب كما يلي:
"إيماننا هو لإلهنا!، لقد تعلّمت الكثير في السّجن. قضيت خمسة أشهر في الحبس الانفرادي في زنزانة يسودها ظلام تامّ، وظروف صحيّة سيّئة للغاية، ثمّ نقلوني إلى زنزانة أكبر بعد خمسة شهور، فبدأت فوراً الكرازة بالإنجيل. عندما اكتشفوا أمري، سألوني إن كنت لم أتعلّم الدّرس وهدّدوا بعقابي وإعادتي إلى الحبس الانفرادي. حين أخبروني بذلك جالت كلمات "بولس" في خاطري: "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح".
لم يترك المسيح تلاميذه أبداً مخدوعين بالأوهام، فقد بدأ كلامه لكلّ من يرغب أن يُطلَق عليه اسم "تابع للمسيح" بهذا القول: "إنْ كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم" (يوحنّا 15: 20). كما ردّد الرّسول "بولس" هذه الكلمات وهو يحذّر تلميذه الشّاب "تيموثاوس"، بأنّ كلّ من يريد أن يعيش بالتّقوى سيُضطهد. الاضطهاد جزء ضروري من أيّ حياة مُكرّسة للمسيح، وهذا الحقّ الكتابي ينطبق على كلّ شخص يجعل المسيح سيّداً على حياته.
هذا التّحذير لم يعطَ فقط للمؤمنين الأوائل الذين كانوا على وشك مشاركة صليب المسيح، لكنّه يَصلُح اليوم أيضاً لإعداد تلاميذ للمسيح. سواءٌ كنت تعيش في أفغانستان أو بوتان أو الصّين، أو كنت مؤمناً تعيش بالولايات المتّحدة الأمريكيّة أو اليمن أو زيمابوي، فالحقّ هو الحقّ بغضّ النّظر عن الظّروف.
لذا فالمسألة بالنّسبة للمؤمنين ليست في كيف يتخلّصون من شدائد الحياة، بل في كيف يظلّون أُمَناء وسط المعاندات والإغراءات والتّحدّيات. الرّحلة ستكون مليئة بالاختبارات، لكن المجازاة ستكون أبديّة.
هذا هو ما تدور حوله هذه الدّروس!
Scripture
About this Plan
الثمن المؤلم لاتباع المعلم سلسلة دروس تساعدك على الثبات في المسيح في أصعب الأوقات. ندعوك للتعلم معنا من الكتاب المقدس ومن شهادات المؤمنين الذين واجهوا الألم والاضطهاد وانتصروا عليه بنعمة الله. ابتدئ برحلتك من البرية إلى البئر لكي تكتشف أسرار السير مع المسيح. تحتوي السلسلة على سبع حلقات: الاختبارات، العقبات، الأدوات، المفاتيح، الثياب، النصائح والمعونات. ولكل حلقة سبعة دروس مفيدة ومثيرة.
More