فَكِّرخارج الصندوقعينة

نوال الراحة

من المؤكد أن كل واحد مر أو يمر بأوقات عصيبة وظروف صعبة، ويمكن أكثر شيء يشجعنا ويعطينا راحة وسط التحديات التي نمر بها أن نرى أشخاص قريبين منا مساندين لنا في محنتنا. هذا النوع من الحنان والمواساة أو مجرد سماع كلمات تشجيع تؤثر بنا ونحن نجتاز أصعب فترات الحياة.

لكن أود تذكيرك اليوم كيف يصف الكتاب المقدس شخصية الله وخصوصًا في أوقات الألم والوحدة والظروف الصعبة. ومكتوب عن الله أنه هو "إله التعزية"؛ كتب النبي داود عن هذه الصفة المتفردة بشخصية الله فقال: "اصْنَعْ مَعِي آيَةً لِلْخَيْرِ، فَيَرَى ذلِكَ مُبْغِضِيَّ فَيَخْزَوْا، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ أَعَنْتَنِي وَعَزَّيْتَنِي." (مز 86: 17). لاحظ معي كيف اكتشف دواد خلال مشقات الحياة ومطباتها وحتى أفراحها أيضًا أن الله وحده هو المعزّي.

إذا سألتني: "هل اختبرت يومًا تعزية الله فعلًا في حياتي؟" ، إجابتي بكل تأكيد: "طبعًا" وسوف أشهد لك أنه لا يوجد أجمل من أن ترى ذراع الله الحنونة محيطة بك كل دقيقة دون أن تفارقك ولا لحظة. ومثلما كان الله هو سبب ومصدر راحة للنبي دواد ومنبع رجاؤه وهذا ما جعله يُكمل مسيرته عندما كان وحيدًا دون مساندة أي إنسان. يريد الله أن يقف بجانبك اليوم ويحضنك بذراعه ويشجعك ويعضدك بطريقة صعب تخيّل أبعادها.

أود أن أشاركك بالفكرة الثانية هي إن التعزية بركة كبيرة لحياتنا ويجب أن نمررها ونوصلها للآخرين تمامًا مثلما فعل معنا الله ونحن في شدتنا وأوقاتنا الصعبة. فبعدما تتمتع بتعزية الله، أنت مدعو وأنتِ مدعوة أن تكون مُعزّي باسمه كوكيل أو مندوب أو سفير للمسيح. لأنه ببساطة الله شخصيًا يريد أن يبارك حياتك ويُغنيها لكي تكون حياتك متدفقة بتعزياته كل يوم لمن حولك.

إذا كنت بحاجة لدفعة اليوم أو سندة أو تعزية، تعال وضع إيمانك في "إله التعزية" الذي بحسب وعده وغناه وكرمه سيُعزيك، ويملأ قلبك بتعزية الله غير المحدودة، تعال وخذ قرار أن تكون كَقناة تتدفق من خلالها تعزية الله الغنية للآخرين في اسم الرب يسوع المسيح. آمين