مع"نيكي غامبل"الكتاب المقدس في عام واحد 2025عينة

حياة في رضاه

عندما كنت في الجامعة اصطحبني أحدهم إلى محاضرة بعنوان "أين ستكون خلال عشر سنوات؟" وكان القصد منها تشجيعنا لنثابر في إيماننا بالرغم من كل التحديات التي قد تواجهنا بها الحياة بعد الجامعة. كل ما أستطيع تذكره هو تفكيري وقتها، "عشر سنوات! هذا عمر طويل". لم أستطع حتى أن أتخيل كل هذا الوقت مسبقا. الآن، في المقابل، أنظر إلى الوراء على حياتي وتبدو العشر سنوات الماضية كأنها الأمس. لقد انسابت الحياة من بين أصابعنا وصارت ماضيا. إنها تبدو في حالة تسارع بمعدل ينذر بالقلق. الآن أفهم حكمة من شجعونا مبكرا أن تكون لنا نظرة بعيدة. نحن نعيش في مجتمع له ملذات سريعة. وجبات سريعة. مراسلة سريعة. أموال سريعة. قروض سريعة. صبغات سريعة مقلدة. ثروات يتم الفوز بها بسرعة. هناك خطر كبير جدا من التعامل بالآجال القصيرة. تذكرنا قراءات اليوم أن الله هو "الإله الأبدي" (إش28:40). يرى الله الأمور بعدسات واسعة الزاوية: فهو ينظر برؤية بعيدة المدى ويريدك أن تتمتع بحياة في رضاه (مز5:30).

المَزاميرُ 30:‏1-‏7

النظرة بعيدة المدى للحياة

هل تمر بوقت عصيب؟ هل تتساءل إذا كان سيستمر إلى الأبد؟

"رضا الله يدوم مدى الحياة" (ع5). عندما نظر داود إلى الوراء على حياته، امتلأ بالشكر و"التسبيح" (ع4). نعم، لقد عبر في أوقات صعبة للغاية. لكن الله "نشله ولم يشمت به أعداءه" (ع1). وعندما دعا الله من أجل المعونة، "شفاه" الله (ع2).

"يَارَبُّ إِلهِي، اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي. يَارَبُّ، أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ" (ع2-3).

مر داود بأوقات كان الله فيها غاضباً منه (ع5) وفيها حجب الله وجهه عنه (ع7). (فعلى أي حال، اقترف داود الزنى والقتل). ومع هذا، حينما نظر للوراء إلى حياته استطاع أن يرى أن لحظات التجربة والامتحان كانت في سياق حياة من رضى الرب.

**أشكرك أيها الآب لأن غضبك لا يدوم إلا للحظة فقط لكن رضاك يدوم مدى الحياة. أشكرك لأنك أنت أنت بالأمس واليوم وإلى الأبد وأنا أستطيع أن أثق بك.**

مَرقُسَ 12:‏13-‏27

بُعد النظر الأبدي

ماذا يحدث للناس عندما يموتون؟ هل الموت هو النهاية حقا؟ ربماتكون قد فقدت أحد أعضاء الأسرة أو صديق مقرب وتتساءل إن كنت ستراه ثانية فيما بعد. أين هو الآن؟ هل ذهبوا إلى الأبد؟ هل هو نائم فقط؟ أم هل هو، بطريقة ما، حي؟

كان خصوم يسوع يحاولون باستمرار أن يصطادوه بأسئلتهم؟ (ع13).

أولا، حاولوا أن يصطادوه بخصوص المال. لكن، حتى هم اعترفوا أن يسوع كان "رجلا مستقيما". لقد عرفوا أن يسوع تكلم بالحق، سواء كان هذا في السر أم في العلن. (ع14). تجنب يسوع المصيدة وقدم إجابة رائعة (ع15-17). (انظر اليوم 34).

فيما بعد، سألوا يسوع سؤالا افتراضيا ليمتحنوه. كان هذا بخصوص الحياة بعد الموت. كان هناك جدل داخلي في اليهودية بين الفريسيين والصدوقيين بخصوص ما إذا كانت هناك حياة بعد الموت أم لا. (الطريقة التي أتذكر بها الفرق هي أن الفريسيين (رؤية بعيدة المدى) هم من آمنوا بالقيامة، بينما لم يؤمن الصدوقيون (بئس ما ترى)).

أشار يسوع أن الصدوقيين كانوا على خطأ لسببين: أولا، "لم يعرفوا الكتب"، وثانيا، لم يعرفوا "قوة الله" (ع24).

الكتب

يؤكد يسوع على اليقينية المطلقة لقيامة الأموات. حيث أن الصدوقيين قد آمنوا حقا بسلطة أسفار موسى الخمسة فقط (أول خمسة أسفار من الكتاب المقدس) بنى يسوع حجته عليها واقتبس من سفر الخروج6:3: "وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى، فِيأَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ، كَيْفَ كَلَّمَهُ اللهُ قَائِلاً: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ" (مر26:12-27). بكلمات أخرى، إبراهيم وإسحق ويعقوب لا زالوا أحياء الآن!

قوة الله

توجد في 1كو15 أبرع وأعمق حجة في العهد الجديد على موضوع قيامة الأموات. يشدد بولس مرة تلو الأخرى على قوة الله، التي أنكرها الصدوقيون.إذ يكتب أن الجسد يزرع "في ضعف"، ولكنه يقام كجسد القيامة بعد الموت، "في قوة" (1كو43:15). "وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (ع57).

الحقيقة الرائعة هي أن نفس القوة التي عملت في إقامة المسيح من الأموات هي العاملة فيك الآن، لتحضرك أكثر وأكثر إلى شبه المسيح (أنظر أف19:1-20)، وأيضا في المستقبل، ستعمل على إحضار جسدك ليكون جسد القيامة في الخليقة الجديدة.

لذلك، كل من مات في المسيح لا زال حيا الآن. ستراه ثانية. حتى رغم أن الفرقة صعبة جدا، إلا أنه ينبغي رؤية كل صرعات هذه الحياة من منظور الأبدية. يتخذ الله النظرة البعيدة للأمور.

**أشكرك جدا يا رب، لأن هذه الحياة ليست هي النهاية. أشكرك لأن الموتى سيقومون. ساعدني لأرى كل صراعات هذه الحياة في ضوء الأبدية.**

اللاويّينَ 11:‏1-‏12:‏8

النظرة الأبعد للتاريخ

ما الهدف بحق السماء من وراء كل هذه القواعد في سفر اللاويين؟ ولماذا هي موجودة في الكتاب المقدس؟

كالعادة، نفهم العهد القديم في ضوء العهد الجديد وعلى الأخص بعدسات يسوع. لدى الله خطة على المدى الطويل. لقد كان يعد العالم لمجيء المسيح.

يخبرنا العهد الجديد أن كل هذه القواعد التي تبدو غريبة والتي قرأنا عنها في فقرة اليوم هي مجرد "ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ" (كو17:2). غرض القواعد كان أن تُعلِّم عن القداسة –"إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (44:11).

يقتبس بطرس هذه الآية في رسالته الأولى عندما يشجع على العيش بقداسة بين المسيحيين الأوائل. ويكتب، "كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»" (1بط14:1-16).

ولكن يخبرنا العهد الجديد أيضا أن الله قد جعلنا الآن قديسين في المسيح. لذلك، يقول الرسول أيضا، "فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ" (كو16:2). لقد تم إبطال كل هذه النظم والقواعد بمجيء يسوع.

ربما كانت هناك الكثير من القواعد لأسباب عملية جدا. فمثلا، ربما منع أكل الخنازير (بصفتها حاملة للأمراض) في الأساس لكونها خطر على الصحة. وبالمثل، قواعد التطهير، الصارمة، إذ تؤخذ الضرورات العملية في الاعتبار. فالله يريدك أن تأكل بحكمة وبأسلوب صحي!

لم يكن التطهر بعد الولادة بخصوص نجاسة أخلاقية بل نجاسة طقسية (لا2:12). كان التطهر من "يَنْبُوعِ دَمِهَا" (ع7)، وليس من أي ذنب مرتبط بالعلاقة الزوجية أو الولادة. ربما كانت هذه القواعد بركة عظيمة للنساء اللواتي ولدن حديثا. الفترة المطولة من الانفصال عن المجتمع الأوسع كان سيحميها من العودة بسرعة زائدة إلى صخب وضجيج الحياة الطبيعية بعد الولادة.

تعطينا هذه الفقرة أيضا دليلا على خلفية يسوع. فهي تبين الفقر الذي جاء هو منه؛ فمريم "لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ" (ع8). عندما ذهبت مريم ويوسف إلى أورشليم "لشعائر التطهير التي يطلبها ناموس موسى" قدما "يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ" (ع8؛ لو22:2-24).

كان لدى الله خطة على المدى الطويل من أجل ولادة ابنه تحت هذه الشرائع. كان الله يعمل على مدى التاريخ ليعد الأرض ليسوع. وُلد يسوع تحت الناموس. وتمم الناموس وأتي بنهاية كل هذه الشرائع. لقد قام من الموت وجعل القيامة من الأموات ممكنة لنا نحن أيضا، في يوم ما، وأن نصبح، مع يسوع، ورثة لله (غل4:4-7).

**أشكرك يا رب لأنني لست تحت الناموس بعد. أشكرك لأني نلت التبني كابن لك ولأنك أرسلت روح يسوع إلى قلبي. أشكرك لأنني سأقضي كل الأبدية معك. ساعدني حتى تكون لي نظرة بعيدة عن الحياة والتاريخ والأبدية وحتى أستمتع بحياة في رضاك.**

Pippa Adds

مز30

"وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي: «لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ»" (ع6).

أعرف الشعور الذي نحس به عندما يكون الإيمان يحلِّق عاليا، فأشعر بأن لا شيء سيضرب الثقة التي لدي في الرب.

لكن أحيانا، من المشاكل، الصعوبات أو المرض، تتحطم هذه الثقة. "حَجَبْتَ وَجْهَكَ فَصِرْتُ مُرْتَاعًا" (ع7ب).

ثم ارجع ادعو باسم الرب لأجل المعونة (ع2).

References

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790. Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.