مع"نيكي غامبل"الكتاب المقدس في عام واحد 2025عينة

تطلع إلى الأمام
في أوبريت من ترانيم عيد الميلاد كتبها تشارلز ديكنز، ظهرت الشخصية الرئيسية، أيبنيزر سكروج، في صورة رجل أعمال عجوز وبائس وحقير وبخيل، وقد تم عرض ماضيه وحاضره ومستقبله. في النهاية يتوب ويبدأ يعطي بكرم. يصور ديكنز التغيير الذي حدث في الشخصية التي يقدمها: "لقد ذهب إلى الكنيسة، وسار في الشوارع ... ووجد أن كل شيء يمكن أن يعطيه السرور واللذة. لم يحلم من قبل أبدا أن أية تمشية عادية – أو أي شيء – يمكن أن تعطيه هذه السعادة الكبيرة". "التوبة" كلمة إيجابية جدا في الكتاب المقدس. الكلمة اليونانية "ميتانويا" تعني "تغيير الذهن أو الفكر". وهذا يعني، أولا، التحول بعيدا عن الأمور السيئة. هذه الأمور هي التي تفسد حياتك وتكسر علاقتك مع الله. تعني التوبة أن تكون آسفا بما فيه الكفاية لتكف عن الشيء. التخلص من الأمور السيئة فقط يحسن حياتك. لكن هذا فقط هو الجزء الأول. تغيير القلب والذهن يعني ليس فقط التحول بعيدا عن الأمور السيئة، بل ويعني أيضا التحول نحو الله والخير. نادرا ما تظهر كلمة "التوبة" بمفردها في الكتاب المقدس. التوبة الحقيقية تظهر بثمارها. الندم ليس كافيا. مطلوب تغيير في الذهن والقلب والحياة. تقريبا دائما ما نرى، "تب و...". تب وآمن. تب وضع إيمانك في يسوع المسيح. ليست المسألة مسألة النظر إلى الوراء، بل وكذلك التطلع إلى الأمام.المَزاميرُ 147:1-11
تب وأفرح
قد يكون سياق مزمور 147هو إعادة بناء أورشليم تحت ولاية نحميا: "الرَّبُّ يَبْنِي أُورُشَلِيمَ. يَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ" (ع2). وقد بدأ هذا (كما سنرى اليوم في نح1-2) بتوبة صادقة قدمها نحميا نيابة عن نفسه وعن كل الشعب.
تبدأ التوبة الصادقة بان نكون "منكسري القلب" (مز3:147). الأخبار الرائعة هي أن الله يشفي القلوب المكسورة ويضمد جراحها (ع3؛ أنظر أيضا أش1:61).
تتضمن "التوبة" أن تضع نفسك أمام الله. فبينما "يَضَعُ (الرب) الأَشْرَارَ إِلَى الأَرْضِ" (مز6:147)، إلا إن "الرَّبُّ يَرْفَعُ الْوُدَعَاءَ" (ع6). لكن الله لا يتركك فقط عند هذه المرحلة. إنه يريدك ليس فقط أن تنظر إلى الوراء بتوبة، بل وكذلك أن تتطلع إلى الأمام بفرح.
ليست "مسرة" الله في "بِسَاقَيِ الرَّجُلِ" (ع10). فهو لا يعتمد على (أو يتأثر أو يعجب ب) القوة الجسدية: "فهو لا يُعجب بقوة الحصان؛ ولا حجم عضلاتنا يعني بالنسبة له ولو قدرا قليلا" (ع10، الرسالة). بل، "يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ، بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ" (ع11).
يدور هذا المزمور كله بالفرح في الرب. ويبدأ بدعوة موضوعها "سَبِّحُوا الرَّبَّ" وبتذكرة عن كم هو "صَالِحٌ. مُلِذٌّ. لاَئِقٌ" (ع1) أن نفعل هذا. تجلب العبادة فرحا ومسرة، وهي رد فعل مناسب من نحو هذا الإله الرائع.
يا رب، اليوم أريد ليس فقط أن أتوب، بل وكذلك أن أفرح فيك. أشكرك لأنك تعد إنه لو اتقيتك، فلست بحاجة لأن أخاف من أي شيء آخر.
رؤيا يوحَنا 16:1-21
تب وتجاوب
لابد وأن هذا واحد من أكثر الاصحاحات المخيفة في الكتاب المقدس كله. فهو يصف دينونة الله النهائية. وهذه هي السبع ضربات الأخيرة (أنظر خر7-10). كلها تنتهي في "هرمجدون". ووسط الدينونة الرهيبة، توجد أربع أشياء ينبغي أن تجلب لك التعزية:
- يسوع راجع
"استمروا في المراقبة! فسآتي سرا، مثل اللص. أنتم مطوبون إذ كنتم يقظين ومتجهزين بملابسكم وجاهزين لي" (رؤ15:16، الرسالة). فيما بعد في الرؤيا، سنرى كل البركات التي سيجلبها مجيء يسوع الثاني إليك وإلى كل الخليقة.
- لقد أخذ يسوع دينونتك
تخبرنا الكلمتان "قَدْ تَمَّ" (ع17) إنه ما أن تحدث هذه الدينونة النهائية، حتى يكون "قَدْ تَمَّ" – وهي ترديد لصدى آخر كلمات قالها يسوع على الصليب (يو30:19). وهي تذكرنا بأن يسوع قد حمل غضب الله على نفسه على الصليب لأجلك. أحب الله العالم جدا لدرجة إنه أرسل ابنه الواحد والوحيد ليموت لأجلك بحيث لا تأتي أنت تحت دينونة الله النهائية، بل تنال كل بركات الحياة الأبدية (أنظر يو16:3-17).
- الدينونة تتأجل
تقع الدينونة فقط على من "لَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا" (رؤ9:16). فالله يعطيهم، مثل فرعون، فرصا كثيرة جدا ليتوبوا، "وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ" (ع11). الله يريد أن يأتي الجميع إلى التوبة (2بط9:3). وهو يعطي الكثير، والكثير من الفرص. وحدهم الذين يرفضون رفضا باتا أن يتوبوا هم الذين يأتون تحت دينونته.
- ستكون الدينونة عادلة تماما
نجد وبشكل مفهوم أن الكثير من الناس قلقون بشأن فقرات كهذه في الكتاب المقدس. لكن، دينونة الله ستكون وبشكل مطلق "حق" و"عادلة" (ع7). كما يقول قسيس كنيسة الثالوث الأقدس-برومبتون السابق جون كولنز دائما، "كلنا سنقول في ذلك اليوم، "هذا صحيح وسليم تماما"".
تطلع إلى الأمام إلى عودة يسوع. نظم حياتك الآن. تأكد من أنه لا يوجد بقلبك رفض للتوبة. تجاوب بالطريقة الصحيحة مع هذه التحذيرات وساعد الجميع على القيام بنفس الشيء.
يا رب، أشكرك لأنه على الصليب أنت حملت خطاياي لأجلي بحيث لا أحتاج أبدا أن أواجه الدينونة الموصوفة هنا. أشكرك لأنك راجع وأنك سوف تصحح كل الأوضاع. في كل ما افعل، ساعدني حتى أمجدك.
نَحَميا 1:1-2:20
تب وأعد البناء
لا يختلف موقف نحميا عن وضعنا. فالكنيسة في هذه البلد في "شَرّ عَظِيمٍ وَعَارٍ" (3:1). وتبدو إنها قد خربت، ويُنظر إليها إما أنها ليس لها علاقة البتة بالحياة أو كهدف للسخرية.
في عام 445 ق.م. كان نحميا أيضا مفجوعا من حقيقة كون اسم الله ليس مكرما. كان شعب الله في "منظر سيء. فالأحوال كانت مريعة" (ع3، الرسالة): "وَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ، وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ" (ع3).
كان نحميا عاملا حكوميا ارتقى إلى وظيفة عالية في الإدارة الفارسية. فقد كان ساقي الملك (ع11). كانت هذه وظيفة هامة تنطوي على مسئولية تذوق خمر الملك وحماية المسكن الملكي.
يعد رد فعل نحميا نموذجا عظيما لنا حتى نتبعه. فقد رجل أفعال، لكنه بدأ بالصلاة. كان رد فعله أن بكى وناح وصام وصلى (ع4). تبدأ صلاته بتذكير الله بمحبته (ع5). ويتابع تائبا عن خطاياه وخطايا الشعب: "وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا" (ع6).
ويختم صلاته بطلبه من الله أن يمنحه النجاح (ع11). وكما يحدث في الغالب الأعم، تتضمن استجابة صلاته شيئا يقوم هو بفعله. فقد رأى المشكلة وتصرف. لقد تخلى عن مهنة رائعة واستبدلها بحياة بها مخاطر وصراع وتضحية بالذات. وبفعله هذا، أصبح هو الاستجابة لصلاته.
لاحظ أرتحشستا "كآبَةَ قَلْبه" (2:2). وعندما سأله "مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟" (ع4)، مرة أخرى تعد صلاة نحميا "السهمية (السريعة)"، "فصليت في داخلي" (ع4، الرسالة) مثالا جيدا لنتبعه. في أي موقف تجد نفسك فيه حيث لا يُتاح لك إلا جزء من الثانية لتقرر ماذا تفعل، صَلِّ: "فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ، وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ" (ع4-5). لقد كان قد أتم بالفعل الصلاة الطويلة الخطيرة. الآن لديه فقط فاصل قصير من الوقت قبل أن يقدم ردا على السؤال.
أُجيب طلبه، وسُمح له بالذهاب إلى أورشليم ليعيد البناء (ع8). بعد فحص الأسوار سرا (فقد أبقى خططه سرا بحكمة بينما قام بتقدير الوضع)، ثم جمع الشعب وأعلن خططه (ع11-18). لقد أتبع صلواته بأعماله.
خلال كل العملية، أبقى تركيزه على الله واعترف، مرارا وتكرارا، إنه الله هو الذي ألهمه ومكنه من فعل هذا – "فَأَعْطَانِي الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ" (ع8؛ أنظر أيضا ع12، 18). يمكن أن يكون من السهل جدا أن تصلي بشأن شيء ما، ثم تنسى أن تعترف باستجابة الله عندما تبدأ الأمور تسير حسنا. لكن، كان نحميا دائما واعيا باعتماده على الله وحاجته إليه، ومسرعا في نسب نجاحه إلى الله.
ثق في الله إنه سيعطيك الثقة حتى تستمر متبعا خططه، حتى عندما تواجه المقاومة. في الأوقات الجيدة والأوقات الصعبة، نظر نحميا إلى الله: "إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي" (ع20). لا تسمح للمقاومة بأن تجعلك تنحرف عن المهمة التي أعطاك الله إياها – ثق في الله وانهمك في العمل. تطلع متوقعا أن يمنحك الله النجاح.
يا رب، أنت تدعونا لنعيد البناء. امنحنا النجاح. كنيستك ترقد خربة. والأسوار محطمة. ليت الكنيسة في هذه البلد تقوم ثانية وتقول، "إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي".
Pippa Adds
تعليق من بيبا
نح2:2
"فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «لِمَاذَا وَجْهُكَ مُكْمَدٌّ وَأَنْتَ غَيْرُ مَرِيضٍ؟ مَا هذَا إِلاَّ كآبَةَ قَلْبٍ!». فَخِفْتُ كَثِيرًا جِدًّا".
عندما لاحت الفرصة لنحميا اغتنمها، رغم كونه خائفا.
حين نتكلم لنعلن الحق وما هو صحيح نحتاج إلى الشجاعة. لم يكن الأمر أن نحميا لم يشعر بأي خوف في تلك اللحظة؛ بل كان إنه برغم الخوف، تكلم.
عن هذه الخطة

تأخذ هذه الخطة القراء عبر كامل الكتاب المقدس في عام واحد ، بما في ذلك القراءات من العهد القديم والعهد الجديد وإما المزمور أو المثل كل يوم. جنبا إلى جنب مع التعليق اليومي من نيكي وبيبا جومبل ، ترشدنا هذه الخطة إلى الاندماج بشكل وثيق مع كلمة الله وتشجعنا ليس فقط على تطبيق تعاليم الكتاب المقدس على حياتنا اليومية ، ولكن أيضا للتعمق في علاقتنا مع يسوع.
More
نود أن نشكر شركة Alpha International على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة https://bible.alpha.org/ar/